ايها المريض الشاكي من الضجر! ان المرض يلقن صاحبه اهم عرى الحياة الاجتماعية والانسانية واجمل اواصرها وهما الاحترام والمحبة، لانه ينقذ الانسان من الاستغناء عن الآخرين، ذلك الاستغناء الذي يسوق الى الوحشة ويجرد الانسان من الرحمة، لانه يتبيتّن من الآية الكريمة ﴿إنَ الانسانَ ليطغى أن رآهُ استغنى﴾ (العلق:6-7) ان النفس الامارة الواقعة في شباك الاستغناء – الناجم عن الصحة والعافية – لن تشعر بالاحترام اللائق تجاه العلاقات الاخوية، ولن تحس بالرحمة والرأفة بالمبتلين يالمصائب والامراض الجديرين بالرحمة والعطف، ولكن متى ما انتاب الانسان المرض وادرك مدى عجزه، ومدى فقره، تحت ضغوط المرض وآلامه واثقاله فانه يشعر بالاحترام باشقائه المؤمنين اللائقين بالاحترام الذين يقومون برعايته، او الذين يأتون لعيادته، ويشعر كذلك بالرأفة الانسانية وهي خصلة إسلامية تجاه اهل المصائب والبلايا – قياساً على نفسه – فتفيض من قلبه الرحمة والرأفة بكل معناهما تجاههم، وتضطرم عنده الشفقة حارة ازاءهم، واذا استطاع قدّم لهم يد العون، وان يقدر عليه شرع بالدعاء لهم، او بزيارتهم والاستفسار عن راحتهم واحوالهم مؤدياً بذلك سنةً مشروعة كاسباً ثوابها العظيم.
الدواء السابع عشر
ايها المريض الشاكي من العجز عن القيام باعمال البر! كن شاكراً! فاني ابشرك: بان الذي يفتح ابواب اخلص الخيرات، انما هو المرض نفسه، فالمرض فضلاً عن انه يورث ثواباً مستمراً للمريض وللذين يرعونه لله، فهو يمثل اهم وسيلة لقبول الدعاء.
نعم، ان رعاية المرضى تجلب لاهل الإيمان ثواباً عظيماً، وان زيارتهم والسؤال عن صحتهم وراحتهم بشرط عدم تنغيصهم لهي من