اللمعات | اللمعة الخامسة والعشرون | 373
(355-383)

السنة الشريفة(1)، وهي كفارة للذنوب في الوقت نفسه. وقد ورد حديث بهذا المعنى: اطلبوا دعاء المريض فدعاؤه مستجاب(2)، وبخاصة اذا كان المريض من الاقربين، وبخاصة اذا كان والداً او والده، فان خدمتهما هي عبادة مهمة وهي مثوبة كبرى ايضاً. وان تطمين افئدة المرضى وبث السلوان في قلوبهم، يعتبر بحكم صَدَقة مهمة. فما أسعد اولئك الابناء الذين يقومون برعاية آبائهم او أمهاتهم عند مرضهم ويدخلون البهجة في قلوبهم الرقيقة المرهفة فيفوزون بدعاء الوالدين لهم.
نعم، ان الحقيقة التي تستحق احتراماً اكثر ومكانة اسمى في الحياة الاجتماعية هي شفقة الوالدين، وتعويض الابناء الطيبين لتلك الشفقة، بتوجيه الاحترام اللائق والعاطفة البارّة الزكية اليهما حينما يعانون من مرض. وهي لوحة وفية تظهر الوضع الجيد للابناء وسمو الانسانية بحيث تثير اعجاب كل المخلوقات حتى الملائكة، فيحيونها مهللين مكبرين وهاتفين: (ماشاء الله، بارك الله).
نعم ان العواطف والرأفة والرحمة المحلقة حوالي المريض لتذيب ألم المريض وتحوله الى لذاتٍ حلوة مفرحة.
ان قبول دعاء المريض والاستجابة له مسالة مهمة جديرة بالاهتمام. فمنذ حوالي اربعين سنة كنت ادعو للشفاء من مرض في ظهري، ثم ادركتُ ان المرض انما يُمنح لاجل الدعاء، وكما ان الدعاء لا يرفع دعاء، أي ان الدعاء لعدم تمكنه من إزالة نفسه فان

------------------------

(1) عن جابر قال رسول الله y : (افضل العيادة اجراً سرعة القيام من عند المريض). فيض القدير 1/1285 وجمع الفوائد 1/332.
(2) دعاء المريض مستجاب وذنبه مغفور. مسند الفردوس 1/280 جمع الفوائد 1/333. وابن ماجه برقم 1441.

لايوجد صوت