اللمعات | اللمعة الخامسة والعشرون | 370
(355-383)

لـ(بارلا) واسدال الحجاب بينها وبين المروج اللطيفة خلال اربعين يوماً، قد عوض عنها الآن في قبرها، إطلالها على الجنة ومشاهدة ألفاف حدائقها الخضراء لاربعة آلاف يوم و يوم.. ذلك لان أيمانها كان راسخاً عميقاً وصلاحها كان مشعاً عظيماً.
نعم ان المؤمن اذا ما اُسدل على عينيه حجاب ودخل القبر هكذا، فانه يستطيع ان يشاهد عالم النور – حسب درجته – بنظر اوسع من نظر اهل القبور. اذ كما اننا نرى بعيوننا اكثر الاشياء في هذه الدنيا، والمؤمنون العميان لا يستطيعون رؤيتها، ففي القبر ايضاً سيرى اولئك العميان – بتلك الدرجة – ان كانوا اصحاب ايمان – اكثر مما يراه اهل القبور، وسيشاهدون بساتين الجنة ونعيمها كأنهم مزوّدون بمراصد – كل حسب درجته – تلتقط مناظر الجنة الرائعة وتعرضها كالشاشة السينمائية امام اعين اولئك المكفوفين الذين حرموا من نور ابصارهم في الدنيا.
فبامكانك ايها الاخ الحصول على هذه العين النورانية التي تكشف عن الجنة فيما فوق السموات العلى وانت بعدُ تحت الثرى، وذلك بالصبر والشكر على ذلك الحجاب المسدل على عينيك، واعلم ان الحكيم المختص بالعين والقادر على رفع ذلك الحجاب عن عينينك لترى بتلك العين النورانية، انما هو القرآن الحكيم.
الدواء الخامس عشر
ايها المريض المتأوه بالانين! لاتتأوه ابداً ولا تئن ناظراً الى صورة المرض القبيحة المذمومة، بل انظر الى معناه وفحواه وانبسط قائلاً: الحمد لله.
فلو لم يكن معنى المرض شيئاً جميلاً لما كان الخالق الرحيم يبتلي احبّ احبائه من عباده بالامراض والاسقام، فقد جاء في الحديث

لايوجد صوت