اللمعات | اللمعة الثامنة والعشرون | 470
(465-515)

استحالة، نظراً لأكلها الوف الأصناف من مواد هي منشأ الجراثيم والسموم.
نعم ان من طوائف الذباب – مما سوى النحل – طائفة تأكل المواد المتعفنة المختلفة(1) فتقطر دوماً قطرات من مواد حلوة بدلاً من فضلاتها – كنزول المنّ على اوراق الاشجار – فتثبت انها مكائن استحالة.
وهكذا يتبين امام الانظار مدى عظمة امة الذباب الصغير هذا، ومدى عظمة وظائفها. وكأنها تقول بلسان الحال: لا تنظروا الى صغر اجسامنا بل الى عِظَم وظائفنا. وقولوا: سبحان الله.

(الحروف القرآنية)(1)

بِسْم الله الرَّحمٰن الرَّحيم
﴿إنما أمرُه إذا أراد شَيئاً أنْ يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون﴾(يس:82)

----------------

(1) ان طائفة صغيرة جداً من الذباب تُخلق على هيئة كتلة سوداء، على اغصان اللوز والمشمش، في اواخر الربيع، وتبقى ملتصقة بالغصن، وتسيل منها بدلاً من الفضلات، قطرات شبيهة بالعسل فتتجمع حولها انواع الذباب الاخرى وتمصها. وطائفة اخرى من الذباب تستخدم في تلقيح بعض ازاهير النباتات والاشجار المثمرة، كالتين. وطائفة اخرى للذباب، هي اليراع، المتلمعة ليلاً، وهي اعجوبة تلفت الانظار وتدعو الى التدبر والتأمل، كما ان قسماً منها تتلمع لمعان الذهب. وينبغي الاّ ننسَ البعوض والزنابير المجندات الحاملات للرماح. فلو لم تكن زمام هذه الذبان بيد الخالق الرحيم، واغارت على الاحياء والانسان لأفنت نوع الانسان كما قتلت نمرود، ولفسرت لنا المعنى الاشاري للآية الكريمة ﴿وَإَن يَسلُبهُمُ الذُّبَابُ شَيئاً لاَ يَستَنقِذُوهُ﴾(الحج:73). ولهذا فان جنس الذباب الذي يضم مائة من الطوائف المالكة للمزايا والخواص المذكورة، لها اهميتها التي أهلتها لتكون موضوع الآية الكريمة ﴿يَاأيُّهَا الناسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاستَمِعُواْ لَهُ..﴾(الحج:73).. - المؤلف.
(1) هذه العناوين الصغيرة وضعت من قبلنا. – المترجم.

لايوجد صوت