اللمعات | اللمعة الثامنة والعشرون | 496
(465-515)

فبناء على هذه القاعدة يكون معنى الآية التي هي كناية عن نفي رزق الله واطعامه هو:
انكم لم تخلقوا لإيصال الرزق الى مخلوقاتي التي تعهدت انا برزقهم. فالرزق أنا به زعيم. فواجبكم الاساس هو العبودية، والسعي على وفق اوامري للحصول على الرزق، بذاته نوع من العبادة.

الوجه الثالث:
ان المعنى الظاهري للآية الكريمة ﴿لَم يَلِد وَلَم يُولَد﴾ في سورة الاخلاص، معلوم وبديهي. فيكون المقصود لازماً من لوازم ذلك المعنى. أي: ان الذين لهم والدة وولد لا يكونون الهاً قطعاً.
فيقضي سبحانه وتعالى بقوله ﴿لَم يَلِد وَلَم يُولَد﴾ الذي هو بديهي ومعلوم ويعني انه ازلي وابدي، لاجل نفي الالوهية عن سيدنا عيسى عليه السلام وعزير عليه السلام والملائكة والنجوم والمعبودات الباطلة.
فكما أن هذه الآية هكذا فهنا ايضاً يكون معنى الآية الكريمة ﴿ما اُريد منهم
مِن رزقٍ وما اُريد أن يُطْعِمون﴾ ان كل ما يُرزق ويُطعم وله استعداد للرزق والاطعام لا يمكن ان يكون الهاً. فلا تليق الالوهية بما هو محتاج الى الرزق والاطعام.


سعيد النورسي

لايوجد صوت