اللمعات | اللمعة الثامنة والعشرون | 498
(465-515)

وهي النوم بعد صلاة العصر حتى المغرب، هذا النوم يسبب نقصان العمر، أي: يتناقص عمر الانسان مادياً في اليوم الذي يشوّب بالنوم المورث للغفلة؛ اذ يبدو ذلك اليوم قصيراً ناقصاً مثلما يكون قضاء وقت العصر بالنوم في حكم عدم رؤية نتائج معنوية لذلك اليوم، تلك النتائج التي تتظاهر على الاغلب في ذلك الوقت. فيكون الانسان كأنه لم يعش ذلك اليوم.
الثالث: القيلولة:
وهي سنة نبوية شريفة، ويبدأ وقتها من الضحى الى ما بعد الظهر بقليل، ومع

كون هذا النوم من السنة المطهرة(1) فانه يعين على قيام الليل، وقد رسخ هذه السنة النبوية ما اعتاد عليه اهل الجزيرة العربية من تعطيل نسبي للاعمال عند اشتداد الحر من الظهر حسب محيطهم. وهذا النوم يطيل العمر ويزيد الرزق؛ لان نصف ساعة من القيلولة يعادل ساعتين من نوم الليل، أي انه يزيد عمر يومه ساعة ونصف الساعة. وينقذ ساعة ونصف الساعة ايضاً من النوم الذي هو صنو الموت، ويحييها بتزييد وقت عمله كسباً للرزق، فيطيل زمن السعي والعمل.

سعيد النورسي
----------------------

(1) عن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قيلوا فان الشياطين لاتقيل) حديث حسن اخرجه ابو نعيم في الطب 12/1 كما في الاحاديث الصحيحة، واخرجه الطبراني في الاوسط 2725، وقال الحافظ في الفتح 11/70 وفي سنده كثير بن مروان وهو متروك ورمز السيوطي لحسنه، وهو كما قال انظر فيض القدير 4/531 والمقاصد الحسنة 56 وكشف الخفاء 330 وصحيح الجامع الصغير برقم 4307. وعن انس رضي الله عنه قال: كنا نبكر بالجمعة ونقيل بعد الجمعة، اخرجه البخاري برقم 905، 940، وعن سهل بن ساعد قال: ما كنا نقيل ولانتغذى الاّ بعد الجمعة، اخرجه البخاري 939، قال الحافظ في الفتح 11/70: اخرج سفيان بن عيينة في جامعه من حديث خوان بن جبير رضي الله عنه موقوفاً قال: نوم اول النهار حرق واوسطه خلق واخره حمق. وانظر الفتح 2/428 انهم كانوا يؤخرون القائلة حتى تكون بعد صلاة الجمعة اذ العادة في القائلة ان تكون قبل الزوال.

لايوجد صوت