اللمعات | اللمعة الثامنة والعشرون | 502
(465-515)

ان تلقين مسألة (وحدة الوجود) في الوقت الحاضر للناس يضرهم ضرراً بالغاً، اذ كما ان التشبيهات والتمثيلات(1)، اذا خرجت من ايدي الخواص ودخلت ايدي العوام وسرت من يد العلم الى يد الجهل تُتلقى حقائق كذلك وحدة الوجود وامثالها من الحقائق العالية، اذا ما دخلت بين العوام الغافلين السارحين في تأثير الاسباب، يتلقونها (طبيعة) وتولد ثلاث مضار مهمة.
الضرر الاول:
ان مشرب وحدة الوجود، مع انه في حكم انكار وجود الكائنات ازاء وجود الله سبحانه، الا انه كلما دخل بين العوام يمضي بهم الى أن يصل في فكر الغافلين منهم ولاسيما الملوثين بالماديات الى انكار الالوهية ازاء الكون والماديات.
الضرر الثاني:
ان مشرب وحدة الوجود، يردّ رداً شديداً ربوبية ما سوى الله تعالى، حتى انه ينكر ما سواه تعالى ويرفع الثنائية، فلا يرى وجوداً مستقلاً للنفس الامارة ولا لأي شىء كان، ولكن في هذا الزمان، الذي استولت فيه مفاهيم الطبيعة وتفرعنت نفوس أمارة وبخاصة من له استعداد ليتخذ نفسه معبوده من دون الله، ونفخ الغرور والانانية في اوداجه، فضلا عن نسيان الخالق والآخرة الى حد ما. فتلقين هؤلاء بوحدة الوجود يطغي نفوس حتى لايسعها شىء، والعياذ بالله.
الضرر الثالث:
انه يورث افكارا وتصورات لاتليق بوجوب وجود الذات الجليلة، المنزهة المبرأة المتعالية المقدسة عن التغير والتبدل والتجرؤ

---------------

(1) كالملكان العظيمان المسميان بالثور والحوت، انقلبا بسر التشبيه عند العلوام الى صورة ثور ضخم وحوت كبير. – المؤلف.

لايوجد صوت