الحَمْدُ للهِ الذي(2) دَلَّ عَلى وُجوبِ وُجوُدِهِ، وَدَلَّ الناسَ عَلى اوصَافِ والبُرْهانُ جَلالِهِ وَجمَالِهِ وكَمالِهِ، وشَهِدَ على أنهُ وَاحِدٌ فَردٌ صَمَدٌ: الشاهِدُ الصادِقُ والبُرْهانُ المُصَدَّقُ الناطِقُ المُحَقِقُ سَيدُ الاَنبيَاءِ وَالمُرسَلينَ. الحَاوي لِسرِّ إجمَاعِهِمْ وَتصديقِهِمْ وَمْعجِزاتِهِمْ. وَاِمامُ الاَولِياءِ وَالصِدّيقينَ. الحَاويِ لِسِرِّ إتِفَاقِهِمْ وَتحقيقِهِمْ وَكَرامَاتِهِمْ. ذُو الاِرهاصَاتِ الخَارِقَةِ وَالمُعجِزاتِ البَاهِرةِ وَالبَراهينِ القاطِعَةِ الواضِحَةِ. ذُو الاَخلاَقِ العَاليَةِ في ذاتِهِ. وَالخِصالِ الغَاليَةِ في وَظيفَتِهِ. وَالسجايا السامِيَةِ في شَريعَتِهِ. مَهبَطُ الوَحيِ الرَّباني بِاجمَاعِ المُنزِلِ بِتَوفيقٍ لَهُ. وَالمُنْزَلِ بِاعجَازِهِ. وَالمُنْزَلِ عَلَيهِ بِقُوَّةِ إيمَانِهِ. وَالمُنزلِ إليهِمْ بِكُشُوفِهِمْ وَتحقيقَاتِهمْ. سَيارُ عَالَمِ الغَيبِ وَالمَلَكوتِ. مُشاهِدُ الأرواحِ وَمُصَاحِبُ المَلئِكَةِ مُرشِدُ الجِنِّ وَالاِنسِ. وَانْوَرُ ثَمَراتِ شَجَرَةِ الخِلقَةِ. سِراجُ الحقِّ. بُرهَانُ الحَقيقَةِ. لِسانِ المحَبةِ, مِثالُ الرَّحمَةِ. كاشِفُ طِلسِمِ الكائِنَاتِ. حَلاّلُ مُعَمى الخِلقَةِ. دَلاّلُ سَلطَنَةِ الرُّبُوبيةِ. مَدارُ ظُهورِ مَقَاصِدِ خالِقِ الكائِناتِ في خَلقِ المَوجُوداتِ. ووَاسِطَةُ تَظاهُرِ كَمالاتِ الكائِناتِ، المُرمِزُ بِشَخصيتِهِ المَعنَويةِ إلى أنَهُ نَصبَ عَينِ فَاطِرِ الكَونِ في خَلقِ الكائِناتِ (يَعني أنَّ الصانِعَ نَظَرَ إلَيهِ وَخلَقَ لاَجلِهِ وَلاَمثالِهِ هَذا العَالَمَ) ذُو الدّينِ
---------------
(2) ان ايضاح هذا المقام هو في آخر المكتوب التاسع عشر وهو رسالة المعجزات الاحمدية، وان كل قيد وكل كلمة فيه يشير الى دليل من دلائل الرسالة الاحمدية كما انه يومىء الى البراهين الدَالة على أن القرآن الحكيم هو كلام الله.
ولقد ذكر النبي علية الصلاة والسلام والقرآن الكريم هنا، على ان كل واحد منهما دليل سامٍ لغاية على وحدانية الله سبحانه وتعالى. – المؤلف.