أبسَطِ البَسائِطِ. لِسانُ الغَيبِ في عَالَمِ الشهادَةِ، شَهادَةً جَازمَةً مُكرَّرَةً بـ(لآ إلَهَ إلاّ هُوَ) و ﴿فَاعلَمْ أنَهُ لا إلَهَ إلاّ اللهُ﴾.
الباب الخامس
في مراتب
﴿حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكيلُ﴾(آل عمران:173) (1
-----------------
(1) قبل ثلاثة عشر عاماً ألقيت نظرة الى الدنيا من على قمة تلٍ (يوشع) الشاهق.. وكنت كسائر الناس مفتوناً بطبقات الموجودات المتداخلة ومحاسنها. كما كنت مشدوداً اليها بحب شديد؛ مع أنني شاهدت بعقلي انحدارها الى الفناء والزوال بشكل ظاهر وواضح جداً. فأحسست ألماً وفراقاً؛ بل أحسست ظلمة آتية من فراقات لاحد لها. فأغاثتني فجأة آية ﴿حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكيلُ﴾ بمراتبها الثلاثة والثلاثين. فبدأت أقرأها بشكل رمزيّ على نحو ما سيذكر.
ان كل جملة من الجمل السبع المباركة التي كنت أواظب عليها بين المغرب والعشاء ستكون لمعة ضمن لمعات (المكتوب الحادي والثلاثين). وقد دخلتْ خمسُ جمل منها وبقيت هاتان الجملتان. لذا بقي مكانُ اللمعة الرابعة واللمعة الخامسة فارغاً. وستكون احدى الجمل حول مراتب ﴿حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكيلُ﴾.ما الأخرى فحول مراتب (لا حول ولا قّوة الاّ بالله العليّ العظيم). ولما كانت مراتب هاتين الجملتين المباركتين عبارة عن الذكر والفكر اكثر من كونها علماً، فقد ذُكرت في الباب الخامس بالعربية. – المؤلف.