اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 557
(516-573)

والشَّريعَةِ وَالاِسلاميَةِ التي هي بِدَساتيرِها أنمُوذَجُ دَساتيرِ السعادِةَ في الدَّارَينِ. كَأنَّ ذلِكَ الدّينَ فِهرِستةٌ اُخرِجَتْ مِنْ كِتَابِ الكائِناتِ. فَكأنَّ القُرآنَ المُنزَل عَليهِ قِراءَةٌ لآياتِ الكائِناتِ. المُشيرُ دِينُهُ الحَقُّ إلى أنهُ نِظامُ نَاظِم الكونِ. فَنَاظِمُ هذِهِ الكائِناتِ بِهذا النظامِ الاَتَمِّ الاَكمَلِ هُوَ نَاظِمُ ذلكَ الدّينِ الجَامِعِ بِهذا النظمِ الاَحسَنِ الاَجمَلِ، سَيدُنا نَحنُ مَعاشِرَ بَني آدَمَ، وَمُهدينَا إلى الاِيمَانِ نحنُ مَعاشِرَ المَؤمنينَ مُحَمدٌ عَليهِ وَعَلى آلِهِ افضَلُ الصلَواتِ وَأتَمُّ التسْليماتِ ما دَامَتِ الاَرضُ وَالسمواتُ. فَإنَّ ذلِكَ الشاهِدَ يَشهَدُ عَنِ الغَيبِ في عالَمِ الشهادَةِ عَلى رَؤسِ الاَشهَادِ بِطَورِ المُشَاهِدِ.
نَعمْ؛ يُشَاهَدُ أنهُ يُشاهِدُ ثُمَّ يَشهَدُ مُنادِياً لاَجيَالِ البَشَرِ خَلفَ الاَعصَارِ وَالاَقطارِ بِاعلى صَوتِهِ.
نَعمْ؛ فَهذا صَدى صَوتِهِ يُسمَعُ مِنْ أعمَاقِ الماضي إلى شَواهِقِ الاستِقبَالِ وبِجميعِ قُوَّتِهِ.
نَعمْ؛ فَقَد استَولى عَلى نِصفِ الاَرضِ. وَانصَبَغَ بِصبغِهِ السماويّ خُمُسُ بَني آدَمَ. وَدَامَتْ سَلطَنَتُهُ المَعنَويةُ ألفاً وَثلثمائة وَخمسينَ سَنَةً في كُلِّ زَمانٍ، يَحكُمُ ظَاهِراً وَباطِنَاً عَلى ثَلَثمائة وَخَمسينَ مِليُوناً مِنْ رَعِيتَهَ الصادِقَةِ المُطيعَةِ بِانقيَادِ نُفوسِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ وَاروَاحِهِمْ وَعُقُولِهِمْ لاَوَامِرِ سَيدِهِمْ وَسُلطَانِهِمْ. وَبِغايَةِ جِدِّيتِهِ بِشَهاداتِ قُوَّةِ دَساتيرِهِ المُسَمرَةِ عَلى صُخُورِ الدُّهُورِ وَعَلى جِبَاهِ الاَقطَارِ. وَبِغَايَةِ وُثُوقِهِ بِشَهادَةِ زُهدِهِ واستِغنائِهِ عَنِ الدُّنيَا. وبغاية اطمئنانه ووُثُوقِه بشهادَةِ سَيرهِ وِبِغايَةِ قُوَّةِ

لايوجد صوت