اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 560
(516-573)

وَهُوَخَمسُ نكت..
 النكتة الأولى
فهذا الكلام دواء مجرب لمرض العجز البشري وسقم الفقر الانساني
﴿حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكيلُ﴾ (2) إِذْ هُوَ المُوجِدُ المَوْجُودُ البَاقِي فَلاَ بأْسَ بِزَوَالِ المَوْجُودَاتِ لِدَوَامِ الوُجُودِ المَحْبُوبِ بِبَقَاءِ مُوجِدِهِ الْوَاجِبِ الوُجُودِ.
وَهُوَ الصانِعُ الفَاطِرُ البَاقِي فَلاَ حُزْنَ عَلَى زَوَالِ المَصْنُوعِ لِبَقَاءِ مَدَارِ المَحَبةِ فِي صَانِعِهِ.
وَهُوَ المَلِكُ المَالِكُ البَاقِي فَلاَ تَاَسفَ عَلَى زَوَالِ المُلْكِ المُتَجَدِّدِ فِي زَوَالٍ وَذَهَابٍ.
وَهُوَ الشاهِدُ العَالِمُ البَاقِي فَلاَ تحَسرَ عَلَى غَيْبُوبَةِ المَحْبُوبَاتِ مِنَ الدُّنْيَا لِبَقَائِهَا فِي دَائِرةِ عِلْمِ شَاهِدِهَا وَفِي نَظَرِهِ.
وَهُوَ الصاحِبُ الفَاطِرُ البَاقِي فَلاَ كَدَرَ عَلَى زَوَالِ المُسْتَحْسَناتِ لِدَوَامِ مَنْشَأِ مَحاسِنِهَا فِي اَسْمَآءِ فَاطِرِهَا.

----------

(2) لقد رأيت في وقت ما أنواراً ومقامات كثيرة لهذه الجملة المباركة. فأنقذتني من ورطات وظلمات رهيبة. وكنت قد وضعت إشارات الى تلك الاحوال والمقامات: فتارة في صورة فقرة مختصرة جداً، واخرى بكلمات معدودات لاجل تذكير نفسي. اما تلك الفقرة الأولى، فكنت كلما فكرت في موت ذوي الحياة بموت وفناء الدنيا الضخمة التي هي محبوبتي كما هي محبوبة للآخرين، وجدت ان ضماد آلامي وهمومي العميقة هو: ﴿حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكيلُ﴾. والجمل التي في البداية تسير حسب هذا السرّ. – المؤلف

لايوجد صوت