اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 558
(516-573)

إيمَانِهِ بِشَهادَةِ أنهٌ أعْبَدُ وَاتقى مِنَ الكُلِّ بِاتفاقِ الكُلِّ، شَهادَةً جازِمَةً مُكَرَّرَةً بـ:
﴿فَاعلَمْ أنَهُ لا إلَهَ إلاّ اللهُ﴾ الذي دَلَّ عَلى وُجُوبِ وُجودِهِ، وَصَرَّحَ بِأوصَافِ جَلالِهِ وَجَمالِهِ وَكَمالِهِ، وَشَهِدَ أنهُ واحِدٌ أحَدٌ فَردٌ صَمَدٌ، الفُرقانُ الحَكيمُ الحَاوي لِسِرِّ إجماعِ كُلِّ كُتُبِ الاَنبِيَاءِ وَالاَوليَاءِ وَالمُوَحدِينَ المُختَلِفينَ في المَشَارِبِ والمَسَالِكِ المُتفِقَةِ قُلُوبُ هَؤُلاءِ وَعُقولُ اُولئكَ بِحقَائق كُتُبِهِمْ عَلى تَصديقِ أساساتِ القُرآنِ المُنَوَّرِ جِهاتُهُ الستُّ. إذْ عَلى ظَهرِهِ سِكةُ الاِعجَازِ. وَفي بَطنِهِ حقَائِقُ الاِيمَانِ. وَتحتَهُ بَرَاهينُ الاِذعَانِ. وَهدَفُهُ سَعَادَةُ الدَّارَينِ. وَنُقطَةُ استِنَادِهِ محضُ الوَحيِ الرَّبانيِّ بِاجماعِ المُنزِلِ بِاياتِهِ. وَالمُنزَلِ بِاعجَازِهِ. وَالمُنزَلِ عَليهِ بِقُوَّةِ أيمَانِهِ وَامنيتِهِ. وَكَمالِ تَسليمِيتِهِ وَصَفوَتِهِ. وَوضعِيتِهِ المعلُومَةِ عِندَ نُزُولِهِ. مَجمَعُ الحَقائِقِ بِاليَقينِ. وَمنبَعُ أنوارِ الاِيمَانِ بِالبَداهَةِ المُوصِلُ إلى السعادَاتِ بِاليَقينِ. ذُو الاَثمَارِ الكَامِلينِ بِالمُشَاهَدَةِ. مَقبُولُ المَلَكِ وَالانسِ وَالجَانّ بِالحَدسِ الصادِقِ مِنْ تَفاريقِ الأمارَات. المُؤيدُ بِالدَلائِلِ العقَليةِ بِاتفاقِ العُقَلاءِ الكاملينَ. وَالمُصَدَّقُ بالفِطرَةِ السليمَةِ بِشَهادَةِ اطمِئنانِ الوِجدَانِ بِهِ. المُعجِزَةُ الابديةُ بالمُشَاهَدَةِ. ذُو البَصَرِ المُطلَقِ يَرى الاَشيَاءَ بِكَمالِ الوُضُوحِ، يَرى الغَائِبَ البَعيدَ كَالحَاضِرِ القَريبِ. ذُو الاِنبِساطِ المُطلَقِ يُعلمُ المَلأَ الاَعلى مِنَ المُقَرَّبينَ بِدَرسٍ، وَيُعلمُ أطفَالَ البَشَرِ بِعينِ ذَلِكَ الدَّرسِ، وَيشمِلُ تعليمُهُ وتعليمَاتُهُ طَبَقاتِ ذَوي الشعُوُرِ مِنْ أعلى الأعَالي إلى

لايوجد صوت