اللمعات | اللمعة الثلاثون | 639
(574-671)

تنبيه:
ان المسائل اللطيفة والنكات الدقيقة التي تخص (الاسم الاعظم) هي عظيمة السعة، عميقة الاغوار، ولاسيما المسائل التي تخص اسم (الحي القيوم). وبخاصة (الشعاع الاول) منها، الذي ورد وروداً أعمق من غيره لتوجهه مباشرة الى الماديين(1). لذا فليس الجميع ُ سواءً في إدراكهم لمسائله كلها، وربما صَعُب على البعض الاحاطة ببعضٍ منها، وفاته إدراك جزءٍ هنا، وجزء هناك، الاّ أننا مطمئنون الى ان أحداً لن يخرُجَ من النظر فيها، من غير أن يستفيد شيئاً، بل سينال – بلا شك – حظَّه المقسوم له من كل مسألة منها، (فما لا يُدرَك كلُّه، لا يُترك كله) كما تقول القاعدة السارية؛ فليس صواباً ان يدع أحدٌ هذه الروضة المعنوية المليئة بالثمرات بحجة عجزه عن جَني جميع ثمراتها! وما قطفه منها وحصل عليه فهو كسب ومغنم.
ومثلما ان من المسائل التي تخص (الاسم الاعظم) ما هو واسع جداً لدرجة تتعذر معها الأحاطة الكلية به، فان فيها أيضاً مسائل لها من الدقة ما تندُّ بها عن بصر العقل؛ ولاسيما رموز الحياة الشاملة لأركان الايمان التي هي في اسم الله (الحي)، واشارات الحياة فيه الى الايمان بالقضاء والقدر، والشعاع الاول لاسم الله (القيوم).
ولكن مع هذا لا يبقى أحد دون الأخذ بحظٍ منها. بل تشدّ ايمانَه وتُزيده سعةً ومدىً على أقل تقدير، ولا غرو فان زيادة الأيمان الذي هو مفتاح السعادة الأبدية انما هي على جانب عظيم من الأهمية، فزيادتُه ولو بمقدار ذرة كنزٌ عظيم، كما يقول الأمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي:
(ان انكشاف مسألة صغيرة من مسائل الايمان لهو أفضل في نظري من مئاتٍ من الاذواق والكرامات).

---------------

(1) إن لم يكن قارئ هذه الرسالة على اطلاع واسع على العلوم، فعليه الأ يقرأ هذا الشعاع، او يقرأه في الختام، وليشرع من الشعاع الثاني.- المؤلف.

لايوجد صوت