اللمعات | اللمعة الثلاثون | 640
(574-671)


بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿بيَدِه مَلَكوتُ كلِّ شيءٍ ﴾(يس: 83)
﴿لَهُ مقاليدُ السّمواتِ والأرض﴾(الزمر: 63)
﴿وانْ مِن شئٍ إلاّ عِنْدَنا خَزَائِنُه﴾(الحجر: 21)
﴿مَا مِنْ دَابَّةٍ إلاّ هو آخِذٌ بناصِيَتها﴾(هود: 56)
لقد تراءى لعقلي في شهر ذي القعدة وانا نزيل سجن (اسكي شهر) تجلٍ عظيمٌ من أنوار اسم الله الأعظم (القيوم) الذي هو الاسم الأعظم، أو السادس من الأنوار الستة للاسم الأعظم. كما تراءت نكتة من نكات هذه الآيات الكريمة المشيرة الى القيومية الإلهية.
بيد أن ظروف السجن المحيطة بي تحول دون أن أوفي حق هذه الانوار من البيان. وحيث ان الأمام علياً رضي الله عنه قد أبرز الاسم الأعظم في قصيدته المسماة بـ(أرجوزة السكينة) لدى بيانه لسائر الاسماء الجليلة من قصيدته (البديعة). يولي أهمية خاصة لتلك الاسماء الستة، فضلاً عما يمنحه لنا – بكرامة من الله – السلوان والعزاء اثناء بحثه لتلك الأسماء، لذا سنشير باشارات مختصرة الى بيان هذا النور الأعظم لإسم الله (القيوم) - كما فعلنا مع الاسماء الخمسة الأخرى - وسنجعل تلك الاشارات في خمسة أشعة.
الشعاع الأول:
ان خالق هذا الكون ذا الجلال (قيومٌ). أي: أنه قائم بذاته، دائم بذاته، باقٍ بذاته، وجميع الأشياء والموجودات قائمة به، تدوم به، تبقى في الوجود به، وتجد البقاء به. فلو انقطع هذا الانتساب للقيومية من الكون بأقل من طرفةِ عينٍ يُمحى الكونُ كله.

لايوجد صوت