ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | رشحات | 42
(27-56)

والاستحسان والشكر، فبالبداهة يكون ذلك الفرد الفريد هو المخاطب المقرَّب والحبيب المحبَّب..
فيا ايها الناس! هل يمكن عندكم ان لا يكون محمّد عليه الصلاة والسلام ذلك الفرد الفريد؟ وهل يستطيع تاريخكم ان يظهر فرداً آخر أليقَ بهذا المقام من محمّد عليه الصلاة والسلام؟ فيامَن له بصر بلا رَمَد، وبصيرة بلا عمى! انظر الى عالم الانسان في هذه الكائنات، حتى تشاهد بالعيان دائرتين متقابلتين، ولوحتين متناظرتين:
فاما احدى الدائرتين، فدائرة ربوبية محتشمة منتظمة في غاية الاحتشام والانتظام. واما احد اللوحين فلوح صنعةِ مصنّعٍ مرصّع في غاية الاتقان والاتزان.
واما الدائرة الاخرى فهي دائرة عبودية منوّرة مزهرة في غاية الانقياد والاستقامة. واما اللوح الاخر، فهو لوح تفكر واستحسان في غاية الوسعة، وصحيفة تشكر وايمان في غاية الجمع.
فاذ شاهدت هاتين الدائرتين وهذين اللوحين، فانظر الى مناسبة الدائرتين واللوحين حتى تشاهد بالعيان:
ان دائرة العبودية تتحرك جميعُ جهاتها باسم الدائرة الاولى، وتعمل بجميع قوتها بحسابها. وحتى تشاهد بأدنى دقة ان لوح التفكر والتشكر والاستحسان والايمان ينظر بجميع معانيه واشاراته الى لوح الصنعة والنعمة.
فاذ شاهدتْ عينُك هذه الحقيقة فهل يمكن لعقلك ان ينكر اعظَم المناسبة بين رئيس دائرة العبودية وصاحب دائرة الربوبية؟ وهل يجوز لقلبك ان لايوقن بان ذلك الرئيس الذي يخدم بالاخلاص لمقاصد الصانع في تشهير صنعته وتقديرها، له مناسبة عظيمة مع الصانع،

لايوجد صوت