ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | رشحات | 43
(27-56)

وانتساب قوي اليه وله معه مكالمة ومنه اليه رسالة؟ نعم، فبالبداهة يُعْلَمُ انه محبوبٌ مقبولٌ عند مالك الملك بل احب الخلق اليه واقربهم منه.
فيا ايها الانسان!
هل يمكن في عقلك ان لايبالي ولايهتم صانعُ هذه المصنوعات المزيّنات بانواع المحاسن، ومُنعِمُ هذه النعم، المُراعي لدقائق الاذواق في افواه الخلق، بمثل هذا المصنوع الأجمل الأكمل المتوجه اليه بكمال الاشتياق والتعبد والتحبب، وبمثل هذا المخلوق الذي اطرب الفرشَ والعرشَ بوَلوَلة استحساناته، ودمدمة تقديراته، لمحاسن صنعة ذلك الصانع، واهتز البرُّ والبحرُ جذبةً من زمزمة تشكراته لاحسانات ذلك الفاطر، ومن شعشعة تكبيراته لعظمة ذلك الخالق المنعم؟
فهل يمكن ان لايبالي مثلُ ذلك الصانع المُحسن المقتدر بمثل هذا المصنوع المستحسن المتشكر؟ وهل يمكن ان لايتوجه اليه؟ وهل يمكن ان لايتكلم معه؟ وهل يمكن ان لا يحبه؟ وهل يمكن ان لايقرّبه اليه؟ وهل يمكن ان لايريد سرايَة وضعيته الحسنة وحالته الجميلة الى عموم الخلق؟ وهل يمكن ان لايجعله قدوةً للناس حتى ينصبغون بصبغته ووضعيته وحالته؟ وهل يمكن ان لايجعله رسولاً الى الناس كافة؟
ام هل يمكن ان لايكون لصانع هذه المصنوعات المنتظمة الدالة نقوش صنعتها على علم بلا نهاية وعلى حكمة بلا غاية شعورٌ واطلاعٌ على الفرد الأكمل والأجمل من مصنوعاته؟
ام هل يمكن ان يعلَم ويبصر ولايتكلم معه؟
ام هل يمكن ان يتودد ويتعرف بتزيينات مصنوعاته ولايودّ ولايعرف مَن يودّه كما يحق، ويعرفه كما يليق، ويتودد اليه بالصدق، ويتعبّد له بالحق؟ ..

لايوجد صوت