رحمان، رحيماً، رزاقاً، كريماً، قادراً، غنياً، حياً، قيوماً، عليماً، خبيراً، دائماً، باقياً، معبوداً ﴿يُسَبحُ لَهُ ما في السَّمواتِ والارضِ﴾(الحشر:24) ﴿يُجيبُ المُضطرَّ اذا دَعاهُ﴾(النمل:62) ملجأ الخائفين، غياث المستغيثين، الذي هذه الكائنات ظلال انواره وتجليات اسمائه وآثار افعاله.. الذي بذكره تطمئن القلوب.. واليه ترجع الامور.. خلق الجن والانس ليعبدوه.. نظّم الكائنات بقوانين قضائه وقدره.. وهو الواجب الوجود الواحد الاحد.. الكامل المطلق في ذاته وصفاته وافعاله.. وهو اللطيف الخبير السميع البصير..
فتفتح هذه العشرون من الحقائق المتمازجة، بانوار مخططة كواتٍ نظارة بوجوهٍ وجهاتٍ ومراتبَ الى الحدس الصادق المنظم لنور الاسلام المنظم الى التسليم لطور النبوة المنظم الى الايمان؛ بانه هو الله الواجب الوجود الواحد الاحد. فتشهد الكائنات بهذا اللسان ذي النغمات العشرين منادية: الله لا إله إلاّ هُو.
واعلم! ان (الله لا اله الا هُو) بكل دلائله المزبورة(1) مثبت (لاحولَ ولاقُوّةَ الا بالله) .
وكذا فاعلم انه (لا اله الا الله) بكل براهينه المذكورة، يستلزم (محمد رسول الله) . فمحمد رسول الله كما يتضمن من الايمان خمسة اركانه، كذلك هو مظهرٌ ومرآةٌ لصفة الربوبية. فبهذا السر صار قريناً موازيا لـ(لااله الا الله) في ميزان الايمان، فتأمل. ولأن النبوة مظهر لصفة الربوبية تكون جامعةً وكليةً، والولاية خاصة وجزئية، فنسبتها اليها كنسبة صفة (رب العالمين) الى (ربي) ... ونسبة العرش الى القلب.. ونسبة المعراج الممتد من الارض الى مافوق العرش المار على طوائف المُلك والملكوت الى معراج المؤمن في سجوده.. بالوجه الخاص..
-----------------------
(1) أي المكتوبة.