ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 103
(80-146)

تنبيه
 اعلم! ان هاتيك البراهين على هذا المطلب العالي، كالدائرة المحيطة بالمركز، وكل نقطة من المحيط كمنفذ ينظر بلونه المخصوص الى المركز، وبين النقاط تساندٌ يزيل ضعفَ الأفراد الخصوصية، ويتولد من مجموع البراهين حدسٌ صادقٌ ينظَّم الى نور الاسلام، ثم يُنَظَّم الى التسليم لطور النبوة، ثم يُنظَّم لنور الايمان القيوم للمطلوب. وما البراهين الا منابع لتحلُّب هذا الحدس، فضعف الفرد يزول بسرّ التساند.. ومع فرض عدم زواله لايسقط الفردُ عن الجزئية وعن الاعتبار، بل عن الاستقلالية والبرهانية.. ومع فرض إبطال الفرد لاتبطل الدائرةُ بل تتصاغر.. وبفرض إبطالها لايزول الحدسُ الصادق.. وبفرض زواله فلا بأس ايضاً.. اذ نور الاسلام قائم، وبعدَه التسليمُ لطور النبوة لايتزلزل.. وبعدَه نور الايمان الموهوب قيومٌ. فطلبُ قوةِ وضوحِ المطلوب المترتب على مجموع البراهين من كل فردٍ على حدة بجزئية الذهن من مرض النفس، الذي يزيد مرضَها ويلقنها ملَكةُ الرد والانكار.. اللهم احفظنا!. فالبرهان الواحد اولاً يُنظر به الى المطلوب، ثم يتشرب انموذجُ المجموع فتتساقط عنه الاوهامُ.
 اعلم! ايضاً ان من البراهين ماهو كالماء، ومنها ما هو كالهواء، ومنها ماهو كالضياء، لابد من التوجه بلطفٍ ووُسعة نظرٍ في لينة؛ والاّ فبالحرص والتعمق والجسّ باصابع التحري يسيلُ ويزولُ ويختفي(1).
 ثم اعلم! ان النظر الى شجرة ذات اغصان وفروع وثمرات لمعرفة حياتها وطعمها ودرجة قوتها على قسمين:
-----------------------

(1) تفصيل هذه البراهين في (زهرة من رياض القرآن) ص 280 وفي المذكرة العاشرة من اللمعة السابعة عشرة.

لايوجد صوت