ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 101
(80-146)

المبدأ، ومن الفاني الى الباقي، ومن الخلق الى الحق. كأن العبادةَ حلقة اتصال بين المنتهى والمبدأ في دائرة الخلقة. فتشهد الفطرة بهذا اللسان على وجوب وجود مَن خلق الخلق ليُعْرَف وخلق الجن والانس ليُعْبَد. آمنا..
 (53) وكذا ان ما يُشاهد في الكون من مرتبة (الامكان والكثرة والانفعال) يستلزم بالبداهة الاَولَوية مرتبة الوجوب والوحدة والفاعلية، فيدل بالضرورة على وجوب وجود الواجب الوجود الواحد الاحد الفعال لما يريد. آمنا..
 (54) وكذا يُشاهَد في الكائنات ان (الاشياء تتحرك قبل الوصول الى نقطة الكمال لها) ثم تسكن بعد الوصول وتستقر. فيتحدس من هنا بان الوجود يقتضي الكمال؛ والكمال يقتضي الثبات، فوجود الوجود بالكمال، وكمال الكمال بالدوام، فالواجب السرمدي، هو الكامل المطلق. فكل كمالات الممكنات ظلال لتجليات انوار كماله. فتدل هذه الحقيقة على ان الله هو الكامل المطلق في ذاته وصفاته وافعاله. آمنا..
 (55) وكذا ان (ألْطفية باطن الشئ من ظاهره) كما يدل على ان صانعه ليس خارجاً بعيداً منه، كذلك (محافظته لِنِسَب النظام والموازنة) مع سائر الاشياء يدل على انه ليس داخلاً في الشئ ايضاً. فالنظر الى المصنوع في ذاته كما يدل على ان صانعه عليم حكيم.. فالنظر اليه مع الغير يدل على ان صانعه سميع بصير، فوق الكل يراه مع الغير يرسم بهما نقشاً لمصلحة. فيدل هذه الحقيقة على وجوب وجود الصانع الذي ليس داخلا في العالم ولا خارجاً، كما هو في أبطن البطون كذلك فوق الفوق، كما يرى شيئاً يرى معه كل الاشياء. آمنا..
فهذه الحقائق العشرون المتمازجة كالوان القوس القزح وكالدوائر المتداخلة المتحدة المركز، آيات نيرات تدل بالضرورة على ان لهذه الكائنات رباً، قديماً واجب الوجود، عليماً، حكيماً، مريداً، قديراً،

لايوجد صوت