الفطرة صادقة، وشهادتها الفذة لاترد.. فكيف بدلالات غير متناهية وشهادات غير محصورة، قد اتفقت كالدوائر المتداخلة المتحدة المركز، على وجوب وجود مَن ﴿يُسَبّحُ لَهُ مَا في السَّمواتِ والارضِ﴾ بألسنة اقوالها واحوالها وبنقوش جباهها؟.
(46) وان (ادعية ذوي الحاجات) المقبولة والمستجابة، والمؤثرة والمثمرة، تدل بالضرورة على وجوب وجود مَن يجيب المضطر اذا دعاه.
(47) وان (التجاآت ذوي البلايا) شعورياً وغير شعوري عند الاضطرار الى حاميها المجهول، بل خالقها، تدل على وجوب وجود ملجأ الخائفين، وغياث المستغيثين.
(48) وان (مشاهدة كل الكُمّلين) العابرين من الظاهر الى الباطن، واتفاقهم بالكشف والشهود والذوق والمشاهدة على ان كل الاكوان ظلال لانوار ذات تدل على وجوب وجود شمس الازل الذى هذه الاكوان ظلال انواره.
(49) وكذا ان مايُعلم بل يُتحدس بل يُحسّ بل كأنه يُرى ويُشاهد ملء الكون والفضاء، قد توضعت على مثل الذرة امثال الجبال من (الافاعيل المتجلية، وتجليات الاسماء) السيالة الهابطة من مرتبة الوجوب والوحدة، تدل بالضرورة على ان مبدأ هذه الافاعيل ليس مرتبة الامكان، بل هي اشعة مرتبة الوجوب، وتدل على وجوب وجود ذات مقدس فاعل لهذه الافاعيل، ومسمىً لهذه الاسماء.
(50) وان (اضطرابات الارواح) من الاستبعاد والاستغراب والحيرة والكلفة المنجرة الى الاستنكار ثم الى محالات متسلسلة في تفويض الاكوان الى انفسها واسبابها تلجئ العقول والارواح،
-------------------------
(2) بلسان الحال والمقال.