(35) وما يُرى في العالم من (التنظيم لكمالات) الدال بالبداهة على وجوب وجود القادر القيوم؛ لاِمتناع التنظيم بلا ناظم، وامتناع ان يكون جزء الكثير الممكن المنفعل فاعلاً لهذا الفعل المحيط الشعوري. واين يد العنكبوت من نسجِ حُلّة قُدّت على مقدار قامة الكائنات؟ بل اين الاعمى الاشل الجامد واين نسج قميص مطرز لهذا العالم؟
ايضاً آيات(1) على وجوب الوجود والوحدة.. وهذه الحقائق الخمسة في الفعالية كالالوان السبعة في الضياء، وكالدوائر المتداخلة المتحدة المركز؛ تدل بالبداهة على ان لهذه الكائنات رباً متصرفاً حكيماً مدبراً فاعلاً مختاراً فعّالاً لما يريد قادراً قيّوماً متصفاً باوصاف الكمال. فتفتح هذه الحقائق الخمسة ايضاً بضياء واحد كوة نظّارة الى مرتبة الوجوب والوحدة، فتشهد الكائنات بهذا اللسان ذي الأصوات الخمسة منادية: الله لا إله إلاّ هُو..
(36) وكذا ان (حدوث الكائنات) كلاً وجزءاً يستلزم محدِثاً قديماً.. وان تردد الكائنات مجموعا واجزاء بين (الامكانات) الغير المحدودة ذواتٍ وصفاتٍ وكيفياتٍ بمقدار تخصصها تتزايد الامكانات. ثم اخذها هذا الشكل المنتظم المتقن المحكم من بين تلك الطرق العقيمة يستلزم ذلك التردد، ويدل بالضرورة على وجوب وجود رب عليم حكيم قدير.
(37) وان (احتياجات الكائنات) كلاً واجزاءً وجوداً وبقاءً مادة ومعنى، حياة وفكراً، مع فقرها وضعفها في ذاتها وقصر يدها عن ادنى حاجاتها، ثم قضاء حاجاتها - على تنوعها - من حيث لايُشعَر في اوقاتها المناسبة؛ تستلزم وتقتضي وتدل على وجوب وجود رب مدبر رزاق كريم رحمان رحيم..
(38) وان (افتقارات الكائنات) مجموعاً واجزاءً وجوداً وبقاء مادة ومعنىً، مع ضعفها في ذاتها وقصر يدها عن ادنى مطالبها، ثم
--------------------------
(1) اي ماذكر من التصرف والتبديل والتحويل والتغيير والتنظيم.