السموات والارض غيره تعالى. اذ اين قامة هذه الاسباب الجامدة الميتة القصيرة الحقيرة، واين قيمة هذه الحلة الغير المحدودة؟..
(24) وما وزع على ذوي الحياة على تنوع حاجاتها من (الرزق العام) المتضمن للحكمة والعناية، والرحمة والحماية، والمحافظة والتعهد، والتعمد والتودد والتعرف الدال بالضرورة على وجوب وجود رزاق رحيم؛ لاِمتناع الفعل بلا فاعل، وامتناع أن يكون جزء المفعول فاعلاً لهذا الفعل العام..
(25) وما انتثر وانتشر في الكائنات من (الحي والحياة) المتضمنتين للحكمة والعناية والرحمة والرزق والصنعة الدقيقة والنقش الرقيق والاتقان والاهتمام المترشحة بتجليات قصد وشعور وعلم وارادة تامة عليها الدالة تلك الحياة على وجوب وجود قادر قيوم محيي مميت واحد؛ ولأن كل شئ واحد فخالقه واحد؛ اذ (الواحد لايصدر الاّ عن الواحد) فخالق الكل واحد خلافاً لقاعدة الفلسفة الكاذبة المشركة القائلة: (الواحد لايصدر عنه الا الواحد)
فهذه الحقائق الخمسة الممتزجة كالألوان السبعة في الضياء وكالدوائر المتداخلة المتحدة المركز، تدل بالبداهة على ان لهذه الكائنات رباً، قديراً، عليماً حكيماً، كريماً، رحيماً، رحمانَ، رزاقاً، حياً، قيوماً، متصفاً باوصاف الكمال.. فتفتح هذه الخمسة الممتزجة بضياء واحد مشكاة نظارة الى الحدس الصادق المنظم الى نور الاسلام، المنظّم الى التسليم لطور النبوة، المنظّم لنور الايمان بانه: هو الله الواجب الوجود الواحد الاحد. فتشهد الكائنات في تلك المشكاة بهذا اللسان ذي النغمات الخمس منادية. الله لا إله إلاّ هُو..
(26) وكذا ان ما يتلمع على وجه الكائنات من (الحُسن العَرَضي، والتحسين) المشيرين الى وجوب وجود مَن له الحسن الذاتي والاحسان..