ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 92
(80-146)

المنظّم لنور الايمان بواجب الوجود الواحد الاحد، فتشهد الكائنات بلسان كل جزء من اجزائها: الله لا إله الاّ هو..
 (18) وان (بساطة الاسباب) الظاهرية كالخبز واللبن، ومحدوديتها وحصرها وانضباطها وعرضية بعضها وفقرها وضعفها وموتها وجمودها في ذاتها وعدم شعورها وعدم ارادتها بالمشاهدة، واعتبارية القوانين، وموهوميتها، وعدم تعينها الا بمقننها، وعدم وجودها الموهوم الا بعد رؤيتها، وعدم رؤيتها الاّ بعد وجود المسبب (مع خوارق نقش المسببات) واعجبية صنعتها كتشكيلات نُسُج حجيرات البدن بسببية اكل الخبز، وكتابة النقوش الغير المحدودة المنتظمة المكتوبة في خردلة الحافظة، كأن تلك الخردلة سند(3) استنسختها يدُ القدرة من صحيفة الاعمال، واعطتها ليد الانسان ليتذكّر به وقتَ المحاسبة، وليطمئن ان خلفَ هذا الهرج والمرج الوجودي مرايا للبقاء، يرسم العليمُ فيها الاشياء بانتظام بلا اختلاط - ولو كانت الاشياء كثيرة مختلطة - وكان المرسم فيه اضيق الاشياء بسببية وضعية التلافيف وتشكيلات الحروف والصور الذهنية في التكلم والتفكّر، بسببية قرع اللها(4) وحركة الذهن المقتضية هذه المسببات بالضرورة لقدرة غير متناهية؛ بل علم وارادة غير متناهيين. فتستلزم هذه الحقيقة انه لامؤثر في الكون على الحقيقة الاّ خالق قدير لانهاية لقدرته بوجه من الوجوه. وما الاسباب الاّ (بهانات)(1) وما الوسائط الاّ حجابات ظاهرية، وما الخاصيات والخواص الاّ اسماء وعنوانات وزُجيجات جامدة للمعاتِ تجلياتِ القدرة الازلية النورانية الغير المتناهية، المستندة، بل المتضمنة للعلم والارادة الازليين الغير المتناهيين. اذ التماس مع تلك القدرة بادنى

-------------------

(3) أي المستند والدليل والحجة.
(4) اللهاة : اللحمة المشرفة على الحلق في اقصى سقف الفم والتي تساعد على التصويت والتحكم في مخارج الكلام.
(1) حجج واهية.

لايوجد صوت