ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 91
(80-146)

لو احيلت على الاسباب؛ لاحتيج لتصنيع عنقود واحد - لو امكن - الى ملايين قنطارٍ من تلك الكلفة والمعالجات!.. وكذا ان تلك القدرة تتجلى بجلوات الوجود المنعكس من ظل الوجوب في سم الخياط، على صفحات الشفافات بالتماثيل البرزخية.. لو احيلت على الاسباب لامتنعت او احتيجت الى ما لايحد من المعالجات.
اعلم! ان الحياة والوجود والنور - لشفافية وجهَي المُلك والملكوت فيها ما استتُرت القدرةُ عند ايجادها تحت الوسائط الكثيفة، فيترقق السببُ الظاهري فيها بحيث يتراءى تحتَه تصرفُ القدرة. فمن امعن النظر في اطوار الحياة والانوار، يشاهد تصرفات القدرة تحت الاسباب؛ اذ تلك القدرة لاتصرّف لتصنيع عنقودِ العنب، الاّ غصناً دقيقاً جامداً، ولترسيم شُميسة في زجيجة، الاّ إمرار النور في سمّ الخياط، ولتنوير البيت الا توسيط شعرة في زجاجة.
وكذا ان الارواح والعقول في اضطرابات مزعجة ناشئة من امراض وضلالات ناشئة من الاستنكارات الناشئة من الاستبعاد والاستغراب والحيرة في اسناد الاشياء الى انفسها واسبابها الامكانية(1). فتجبر الاضطراباتُ الارواحَ للخلاص والتشفي(2) الى الفرار الى الواجب الوجود الواحد الاحد الذي بقدرته يحصل ايضاح كل مشكل، وارادتُه مفتاح كل مغلق، وبذكره تطمئن القلوب. فلا ملجأ ولامنجأ ولامناص ولامخلص، الا الالتجاء والفرار الى الله والتفويض اليه. كما قال الله تعالى ﴿فِفرّوا الى الله﴾(الذاريات:50) ﴿ألا بِذِكرِ الله تطمَئِنُ القُلوبُ﴾ (الرعد:28) فتفتح هذه الحقيقة ايضاً مشكاةً نظارة الى الحدس الصادق، المنظّم الى نور الاسلام، المنظّم الى التسليم لطور النبوة،

--------------------------

(1) انظر (حباب)ص130.
(2) مشتقة من الشفاء.

لايوجد صوت