ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 90
(80-146)

من بعض المحالات: فرض صفات الواجب في كل ذرة بضرورة اقتضاء النقش الكامل والصنعة المتقنة.. وكذا، توهم شركاء غير متناهية في الوجوب الذي لايقبل الشركة اصلاً.. وكذا، فرض كل ذرة حاكماً على الكل ومحكوماً لكلٍ من المجموع، وللكلِ معا، بضرورة اقتضاء النظام والانتظام.. وكذا، فرض شعورٍ محيط، وعلمٍ تام في كل ذرةٍ، بضرورة اقتضاء التساند والموازنة. فاسناد الاشياء الى الاسباب في جانب الامكان والكثرة يستلزم التزامَ هذه المحالات المتسلسلة، والممتنعات العقلية، والاباطيل التي تمجّها الاوهام..
واما اذا اسند الى صاحبها الحقيقي، وهو صاحب مرتبة الوجوب والوحدة، لايلزم الا ان تكون الذرة ومركباتها - كقطرات المطر المتشمسة المتلمعة بتماثيل الشمس - مظاهرَ للمعاتِ تجليات القدرة النورانية الازلية الغير المتناهية المتضمنة للعلم والارادة الازليين الغير المتناهيين، فلمعتُها المالكة لخاصيتها، اجلّ من شمس الاسباب تأثيراً بسبب التجزؤ والانقسام في جانب الامكان والكثرة دون الوجوب والوحدة. فالتّماس مع تلك القدرة في اقل من ذرة اكبر تأثيراً من امثال الجبال في جانب الكثرة، بسبب ان جزء النوراني مالكٌ لخاصية الكل، كأن الكلّ كلي، والجزءَ جزئيٌ ولو كان النور ممكناً، فكيف بنور الانوار المتنور من جانب الوجوب؟..(1) وكذا لاكلفة ولامعالجة بالنسبة الى تلك القدرة؛ اذ هي ذاتية للذات(2) محالٌ تداخل ضدها فيها، فتتساوى بالنسبة الى لمعتها الذراتُ والشموس والجزء والكل والفرد والنوع، بسر الشفافية والمقابلة والموازنة والتجرد والاطاعة والانتظام(3) بل بالحدس والمشاهدة، اذ تلك القدرة تفعل بامثالِ الخيوط الدقيقة الجامدة امثال العناقيد، تلك الخوارق الحيوية..

-----------------

(1) اي: لو كان النور من جانب الامكان هذا فعله فكيف بنور الانوار...
(2) للذات الالهية.
(3) هذه الاسرار الستة مذكورة بالتفصيل في (ذيل الكلمة العاشرة) وفي (الكلمة التاسعة والعشرين) .

لايوجد صوت