ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الذيل | 252
(246-254)

وتمهّل وتغلغل وفصّله تفصيلاً، بمقتضى الاسم (الباطن) المتعلق؛ اذ كمالُ الصنعة اتم في تحليله وتفصيله..
اذا تفكرتَ في نفسِك فدقّق وتمهّل وتغلغل وفصّله تفصيلاً، بمقتضى الاسم (الباطن) المتعمق؛ اذ كمالُ الصنعة اتمُّ في تحليله وتفصيله..
واذا تفكرت في الآفاق، فاجمل واسرع ولاتَغُص ولا تَخُضْ الاّ لحاجة ايضاحِ القاعدة، ولا تحدِّد النظر، كما هو مقتضى الاسم (الظاهر) الواسع؛ اذ شعشعةُ الصنعة أجلى وابهرُ واجملُ في إجماله ومجموعه، ولئلا تغرق فيما لا ساحل له. فاذا فصلتَ هناك - يعنى في نفسك - واجملتَ هنا، تقرّبتَ الى الوحدة. فصارت الجزئياتُ اجزاءً، والانواعُ كلاً، والمختلط ممتزجاً، والممتزج متحداً فيفور منه نورُ اليقين. واذ عكستَ بان اجملتَ فيك، وفصّلتَ في الآفاق تتشتت بك الكثرةُ وتستهوي بك الاوهامُ وتستغلظ انانيتُك وتتصلّب غفلتُك، فتنقلب طبيعةً. فهذا طريق الكثرة المنجرة الى الضلالة... اللّهمَّ لاتجعلنا من الضالين آمين...
اعلم! انه قد روي ان الانسان (اذا تحرك سكن رزقهُ، واذا سكن تحرك رزقهُ) . الحق انه من لمعات حقيقة واسعة.. فانظر الى الاشجار لما سكنتْ متوكلةً تحركتْ اليها ارزاقُها، والى الحيوانات لما تحركتْ حريصاتٍ سكنتْ عنها ارزاقها ثابتة في مقامها نابتةً على عروقها، تدعو بالوانها وروائحها الى انفسها مَن جاع واحتاج من الحيوانات المتحركة باهوائها والدائرة بهَوَساتها..
اعلم! انه ما اجهل الانسان الغافل وما اضلّه وما اضرّه لنفسه!. يترك خيراً عظيماً لوجود احتمال عائقٍ بين تسعة احتمالات سائقة، ويرتكب الضلالة بترك الهداية لشبهةٍ سوفسطائية مع وجود الوفِ براهين الهداية، والحال ان الانسان وهّام ذو احتياط وحزمٍ يتجنب من

لايوجد صوت