ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الذيل | 249
(246-254)

جزئكَ جاز دخوله في ذرتك. وهذه سفسطة يخجل منها السوفسطائي.. وهكذا من المحالات المتسلسلة والممتنعات العقلية والاباطيل التي تمجّها الاوهام.
والاحتمال الثالث: وهو تأثير الطبيعة، فابطلُ وافسد.
اذ الطبيعة لها ظاهرٌ عرفي موهوم ظَنّته الغفلةُ والضلالة حقيقةً، ولها باطنٌ هو الصنعة الإلهية والصبغة الرحمانية.
واما القوةُ فحقيقتها تجلي قدرة الحكيم العليم الخبير المريد. واما ما يصوره نظرُ الغفلة والتغافل من الصانع الواحد وما اتصل به من جناحي التصادف الاعمى والاتفاقية العوراء.. فمن مخترعات الشياطين بالاضطرار الناشئ من الضلالة.
ولقد حققنا في (نقطة، وقطرة وذيلها، وشمة، وذرة، وحبة وذيلها) بما لم يُبق شبهة: ان هذه الصنعة الخارقة لاتصدر الاّ من قدرة خبير بصير، يتصف بجميع اوصاف الكمال.
فاين يد الممكن المسكين المقيد المحدود الجامد الكثيف من نسج حلة الكائنات؟! وأين يد البعوضة من نسج قميصات مطرزات منقشات لَبِستْها هذه العوالم؟!
فلم يبقَ الاّ ان تكون انت وكلُّ شئ، مصنوعَ الصانع الازلي الذي شواهدُ خلاقيته بعدد الموجودات:
منها الكائنات بجميع ذراتها ومركباتها. كُلٌّ يشهدُ عليه بخمس وخمسين لساناً كما في (قطرة) .
ومنها: القرآن مع كل كتب الانبياء والاولياء والموحّدين، مع الآيات التكوينية في الكون..
ومنها: سيدُ الانام مع كل الانبياء، والاولياء والمَلك..
ومنها: ما في الجن والانس من الفطرة بانواع احتياجاتها..

لايوجد صوت