ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الذيل | 248
(246-254)

منها: لابد ان تعطي لكل ذرةٍ من ذراتك عيناً ترى كلَّكَ بل كلَّ الكون وشعوراً كذا، وهكذا ممّا يستلزمه كمال صنعتك لنظر نسب الجزء الى نقوش الكل.
ومنها: لابد ان توجد فيك عدد المركبات المتداخلة المتصاعدة المتنازلة في ذراتك قوالب كقوالب الطبع من الحروف الحديدية المصنوعة ايضاً، لو لم تُكتب بقلم القدير الازلي الواحد.
ومنها: لابد ان يكون كل ذرة بسر وحدة الاثر حاكمةً على الكل ومحكومة للكل، كالاحجار في البناء المعقد بفرض نفي الباني.. وكذا ضداً ومثلاً، ومُطلقةً ومقيدةً، ومصدراً ومنبعاً لصفاتٍ تستبعد وجودها حتى فيمن يطوي السماء كطي السجل!
واما الثاني: فمحالاته لاتحصى:
منها: ان المواد التي صُنِعت منها كزجاجات الادوية في (صيدلية) ، فإن أمكن عندك ان يخرج بانصباب وسيلان بلا مداخلة أحدٍ من كل زجاج مقدارٌ معين بميزان حساس، ثم تجتمع المقاديرُ المتفاوتة لتشكيل علاج الحياة او تركيب معجون حيويّ، أمكنَ لك ان تتوهم صدورك من اسباب جامدة.
ومنها: صدور شئ واحدٍ بكمال الانتظام من اسبابٍ غير محدودة جامدين متشاكسين عُمياً صماً مترددين بين الامكانات. تزداد بالاختلاط أعمّيتها وأصميّتها، ومع ان مباشرتها بظاهر الشئ. والحال ان باطنه ألطفُ واكمل صنعة، فمحاليةُ صدورك منها اظهرُ من ان يُخفى.
ومنها: ان اجتماع تلك الاسباب الغير المحصورة بكمال الاتفاق والانتظام بميزان الحاجة في حجيرة من حجيرات عينك ليس بأسهل من اجتماع اركان العالم بوجوده الخارجي بأجرامه العظيمة في كفِّك، بل في ظُفركَ، بل في حجيرةٍ منه؛ اذ من يعمل في بيت، جاز اشتمال البيت عليه ان كان العامل مادياً، فما دام العالم باجزائه عاملاً في

لايوجد صوت