ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | شمة | 325
(322-332)

وبجميع حجيرات جميع جزئياتها تشهد بانه: (لاَ مُتَصَرف في الحَقيقَةِ الاَّ هُوَ) ولا تصرف الا تحت امره التكويني؛ اذ لو لم يتحد للزم وجود متصرفين غير متناهيين، مع انها اضدادٌ امثال(1) ومع انها مستقلين اسراءٌ، ومع انها مطلقين مقيَّدين مع محالات اُخر كثيرة.
وبجميع ذرّات جميع حجيراتها تشهد: بانه: (لاَ نَاظِمَ الاَّ هُوَ) اذ اتحّاد الخيط بين الجواهر الفردة هكذا يقتضي.
وبعموم اثير ذَراتها تشهد بانه: (لاَ الهَ الاَّ هُوَ) اذ بساطة الاثير وسكوته وانتظاره وسرعة امتثاله لاوامر الخالق هكذا يقتضي.
اعلم ! انّه لا حقَّ لأحدٍ في التشكي والاعتراض على صانع العالم؛ اذ في ارضاء الفرد المشتكي إغضاب اُلوف حكمٍ متدلية في نظام مقتضى لكسر هوس ذلك الفرد ﴿وَلَو اَتَّبَعَ الحَقُ اهواءهُم لَفَسَدت السمواتُ والارضُ﴾(المؤمنون:71).
فيا ايها المشتكي! من أنت حتى تعترض وتصيّر هوسَك الجزئي مهندس كليّات الكائنات، وتجعل ذوقَك الفاسد مقياس درجات النعم؟ وما يدريك لعلّ ما تراه نقمًا عين النِعَمِ؟ ومن انت حتى يُغيّر حركة دواليب العالم (وجرخ الفلك) لتسكين هوسك الذي لا يوازي جناح البعوضة، ولا يملأ نواة التينة ؟ لكن لك ان تشتكي اليه، لا منه؛ اذ لك منك حبة من صُبرة، والمملوك لا يملك. فاعرف حدَّك ولا تجاوز طورَك..
اعلم ! ان مَن يتصرف في حجيرة من عضوٍ من جسد، لابد ان يتصور الجسدَ اولاً، ثم يتصرّف لنظر نسَب الجزء الى نقوش الكلّ ووضعيته(1). فالتصرف في الحجيرة تحت امر خالق الكل البتة..
---------------------

(1) اي على الرغم من انها متماثلة فهي متضادة ، وهي حرة وأسيرة ، ومقيدة ومطلقة الى آخر ذلك من المحالات.
(1) اي: ثم يتصرف ناظراً في نسب الجزء الى نقوش الكل، حيث هناك علاقات وارتباطات كثيرة للجزء مع الكل (ت: 177).

لايوجد صوت