ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | شمة | 328
(322-332)

واخْتِلافِ اللَيل والنَّهَارِ لآيات﴾ (آل عمران:190) مع ان تحت صحيفة الليل والنهار المقروءة باول النظر عجائب نقوش تحريك الارض على نفسها وتدويرها حول الشمس. ويقول : ﴿والجبالَ اوتاداً﴾ (النبأ:7) مع ان تحت ما يُرى من صورة سفينة الارض وخيمتها المرساة المربوطة بالعمد والاوتاد تسكينَ غضب الارض التي ﴿تكَادُ تمَيَّزُ مِنَ الغَيْظ﴾ (الملك:8) بسبب الهرج والمرج في بطنها واسكات غضبها بخلق الجبال فتتنفس الارض من منافذها، فتهتز بالزّلزلة فقط، بدل التمزق.. لولا الجبال، وتحت هذه الصحيفة ايضا جعل الجبال مخازن الماء ومشاطة الهواء وحامية التراب من استيلاء البحر والتوحل. وهذه العناصر اوتاد حياة الحيوان الذّي الناطق منه (وتد) الدنيا، فقس على هذه امثالها.
ومن هذا السر ترى الشريعة تعتبر رؤية الطلوع والغروب(1)، دون الحساب الحقيقي.. ومن هذا السر ايضاً الترداد للتثبيت، والتكرير للتقرير في القرآن الحكيم.
اعلم ! ان حقائق الآيات اوسع بمراتب من خيالات الاشعار، فتنزهت عن الشعرية. والمتكلم خلف الآيات يبحث عن شأنه وفعله، وفي الشعر فضولي يبحث عن غيره. والقرآن الباحث عن العاديات في الجملة خارق للعادة(2)، والشعر الباحث عن خوارق العادات في الاكثر عادي..
اعلم ! ان مرايا وحدة الخالق وصحائف شواهدها متعدّدة متنوعة متداخلة متحدة المركز غير محدودة. فتنوُّر واحدٍ في النظر المتبصر يستلزم تنور الكل، وبفتح واحد يمكن بالدّخول فتح الكل، دون العكس ؛ اذ انسداد واحد لاسيما الادنى لايستلزم انسداد الكل. مع ان النفس

------------------------

(1) اي طلوع الهلال وغروبه ، لأن رؤيته أسهل للعوام لحساب الايام والشهور (ت: 178).
(2) اي يبحثه بحثاً خارقاً للعادة . والكلمة الثالثة عشرة تفصّل هذه المسألة.

لايوجد صوت