ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | شمة | 329
(322-332)

الامارة بتعليم الشيطان تكذِّب الاصلَ الصادق وتصدّق بالعكس الكاذب.
اعلم ! انه كما لا يمكن ان يكون كاتبُ الكلمة غير كاتب الحرف، وكاتب السطر غير كاتب الصحيفة، وكاتُبها غير كاتب الكتاب.. كذلك لا يمكن ان يكون خالقُ النملة غير خالق جنس الحيوان، وخالقُه غير خالق الارض، وخالقُها غير رب العالمين.
ومن اشارات الربوبية المطلقة العامة كتابةُ كلمةٍ اوكلام او كتاب في حرف كبير، لرمز عمومِ الشعور والاحاطة كخلق السمك في حرف البحر، وخلق دابة الارضة في سطر الشجر، وخلق الحيوان في نقطة الارض. والنمل في كل موضع يُظَن انه جامد مهمل متروك، حتى ان بعض المصنوعات كصورة (يس) كتبت فيها سورة (يس).
اعلم ! ا ان هذه النجوم والشموس متماثلة متساوية في الجملة، فليس ربّها منها بالضرورة، وربّ واحدها ربّ كلّها وربّ كلّ شئٍ.
......... (1)
اعلم ! ان الفرد الانسان جماعةٌ من المكلفين، ولكل فردٍ من حواسه ظاهراً وباطناً عبادة تخصُّه، وضلالة تفسِّقُه. فكما ان سجدة الرأس لغير الله ضلالة، كذلك سجدةُ خيال الشعراء بالحيرة المفرطة والمحبة الوالهة في مدح غير الله - لا بحساب الله - ايضا ضلالة يَفْسُق بها الخيال. وقس على الخيال اخوانه.
اعلم ! ان من اَعمّ اسباب ضلالة فكر البشر : ظنُّ المألوف معلوماً، مع ان الألفة تتضمّن الجهلَ المركب، فبحُكمِ الاُلفة لا يتأملون

----------------------

(1) في (ط1) ايها الانسان ! لو انصفت لما تضجرت من البراغيث والبعوض وامثالها؛ اذ يتحمل بكمال التسليم افتراسك كل الثمرات واكثر الحيوانات، تلك المخلوقات اللطيفة المعصومة، فمن الانصاف ان تتحمل اهون الاقتصاص من ايدي بعض المؤذيات.. فالجروح قصاص.

لايوجد صوت