ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثالثة | 368
(332-392)

وكذا ان الانسان من جهة نظاريته لمحاسن كمالات سلطنة الربوبية، ودلاليته لبدائع جلوات الاسماء القدسية وفهمه بطعمه لمدخرات خزائن الرحمة، وعلمه بوزنه لجواهر كنوز الاسماء المتجلية، وتفكره بمطالعته لمكتوبات قلم القدرة، وشوقه برؤيته للطائف المصنوعات.. اشرفُ المخلوقات وخليفة الارض.


بسْمِ الله الرَّحْمن الرَّحِيْم

﴿يَا اَيُّهَا النَّاسُ انْتُمُ الفُقَرَآءُ الى الله﴾(فاطر:15)
﴿فَفرّوُا الى الله﴾(الذاريات:50)
اعلم ! ايها السعيد القاصر العاجز الفقير! ان في نفسك قصوراً بلا نهاية، وعجزاً بلا غاية، وفقراً بلا انتهاء، واحتياجاً بلا حد، وآمالاَ بلا عدّ. فكما اُودع فيك الجوعُ والعطش لمعرفة لذة نعمته تعالى، كذلك رُكّبْتَ من القصور والفقر والعجز والاحتياج لتنظر بمرصاد قصورك الى سرادقات كماله سبحانه، وبمقياس فقرك الى درجات غناه ورحمته، وبميزان عجزك الى قدرته وكبريائه، ومن تنوع احتياجك الى انواع نِعَمه واحسانه.
فغاية فطرتك هي العبودية. والعبودية؛ ان تعلن عند باب رحمته:
قصورَك بـ(استغفر الله) وبـ (سبحان الله) ..
وفقرَك بـ (حسبنا لله) وبـ(الحمد لله) وبالسؤال..
وعجزَك بـ (لاحول ولا قوة الابالله) و بـ (لله اكبر) وبالاستمداد..

لايوجد صوت