ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثالثة | 371
(332-392)

اذ (لا اِلهَ اِلاَّ الله) يفيد ان لا نافع ولا ضار الا هو ولا نفع ولا ضرَّ الا باذنه.

بسْمِ الله الرَّحْمن الرَّحِيْم
﴿وما هذه الحَيَاةُ الدُّنيَا اِلاّ لَهْوٌ ولَعِبٌ وَاِنَّ الدَّار الآخِرةَ لَهِيَ الحَيَوانُ﴾(العنكبوت:64)
اعلم!(1) ايها السعيد المسافر الى الشيب، الى القبر، الى الحشر، الى الابد!. ان ما اعطاك مالكك من العمر لتحصيل لوازمات الحياتين بقدر الطول والقصر، قد ضيعتَه كله في هذه الحياة الفانية التي هي كقطرة سرابٍ بالنسبة الى البحر، فان كان لك عقل فاصرف نصفه او ثلثه لا اقل عُشره للباقية، ومن العجائب ان يقال لمثلك من احمق الناس هو: عاقل ذو فنون.
مثلاً: هل ترى احمقَ من عبدٍ اعطاه سيده اربعة وعشرينَ ديناراً وارسله من (بوردور) ، الى (انطالية)(1)، الى (الشام) ، الى (المدينة) ، الى (اليمن) . وامره ان يصرف تلك الدنانير في لوازمات سفره ، لكن الى (انطالية) ، يمشي راجلاً له نوع اختيارٍ، لو لم يصرف شَيْئاً لوصل ايضاً. ومنها الى سائر منازله لا اختيار له، اِن اشترى وثيقةً لركب سفينةً او (شمندوفراً)(2) او طيارةً وقطع مسافة شهرٍ في يومٍ . والا لذهب ماشياً طريداً تائهاً وحيداً . مع ان ذلك السائح الابله صرف ثلاثة وعشرين ديناراً في مسافة يومين!
فقيل له : فلا اقل فاصرف الواحد لزاد السفر الطويل يمكن ان يرحمك سيدك.

--------------------

(1) الدرس الخامس من (المدخل الى النور) والكلمة الرابعة تكشف دقائق هذا المثال.
(1) اسماء مدن تقع جنوبي تركيا.
(2) القطار.

لايوجد صوت