طرح السلاح الصارم اللازم وترك الزاد الالذّ الالزم. لكن حمل(2) على عاتق روحه بدل (قيتي)(3) السلاح قناطير الخوف، وعلى ظهر قلبه بدل اربع (حقات)(4) الزاد مائة مَنٍ من المِنّة. اذ قد يخبر الشاهدون الصادقون: ان الذاهبين بيُمن الايمان في اليمين في امنٍ وامان في مدة سيرهم، واذا وصلوا الى البلد حصل لتسعةٍ من العشرة نفع عظيم وربح جسيم. وان الماشين بشؤم الضلالة والبطالة والبلاهة في اليسار، لهم في مدة سيرهم اضطراب عظيم من الخوف والجوع، يتنزّل الماشي لكل شئٍ لخوفه في ضعفه في عجزه، ويتذلّل لكلِ شئٍ لاحتياجه في فقره. واذا وصلوا الى البلد يُحْبَسون اويقتلون لا ينجو الا واحد او اثنان. فمن له ادنى عقلٍ لا يرجح ما فيه احتمال الضرر، على ما لا ضرر فيه لأجل خفةٍ قليلة. فكيف يرجح ما فيه اعظم الضرر من المائة بتسعة وتسعين احتمالاً، على ما فيه اَعظم النفع بتسعة وتسعين احتمالاً لاجل خفة جزئية في الصورة، مع ثقلةٍ كليةٍ في الحقيقة؟
اما المسافر فانت. واما استانبول فعالم البرزخ والآخرة. واما الطريق الايمن فطريق القرآن الآمر بالصلاة بعد الايمان. واما الطريق الايسر فطريق اهل الفسق والطغيان. واما اهل الخبرة والشهود فالاولياء المشاهدون؛ اذ ذو الولاية ذو ذوق شهودي في الحقائق الاسلامية، فما يعتقده العامي قد يشاهده الولي. واما السلاح والزاد ففي ضمن التكليف المتضمن للعبودية المتضمنة للصلاة المتضمنة لكلمة التوحيد المتضمنة لنقطتي الاستناد والاستمداد المتضمنتين للتوكل على القدير الحفيظ العليم وعلى الغني الكريم الرحيم.. فخلص من التنزل والتذلل لكل شئ له فيه جهة ضرِّ او نفع.
-----------------------
(2) اي السالك قد حمل على عاتق ...
(3) مقياس للوزن يساوي (1282 غم) .
(4) او اوقية: مقياس للوزن القديم.