[12] ان شئت ان تعرف معنى (الله أكبر) فانظر الى الكائنات فانها كلها ظلال أنواره.. آثار أفعاله.. خطوط قلم قضائه وقدره.. نقوش أسمائه.. مرايا أوصافه.
فاعلم فقل: الله أكبر.. انظر الى العوالم.. فانها كلها مأخوذة بالتمام في قبضة علمه، في قبضة قدرته، في قبضة عدله، في قبضة حكمته.. منظومةٌ وزنُه، موزونةٌ نظمهُ.
فالتنظيم بالنظام، والتوزين بالميزان: قبضتان للرحمن، عنوانان للبابيَن.. من الامام المبين، من الكتاب المبين.. فذلك الكتاب مع ذاك الامام.. عنوانان بيّنان.. العلم والقدرة للقادر العليم، للعادل الحكيم.. فلا شئ يخرج من نظمِ هذا النظام، من وزن هذا الميزان.. يشهده من له في رأسه الاذعان، في وجهه العينان.. فبالحدس الشهودي بل بالشهود الحسّي.. لاشئ من الاشياء في الكون والزمان، يخرج من قبضة تصرّف الرحمن.
فابصر فقل: الله أكبر.. هو العَدل الحاكم، هو الحكمُ الفرد، هو العادل الحكيم.. اذ هو الذي اسّس بنيان الكائنات، بمسطر المشيئة، بالحكمة النظّامة.. أصول حكمته رابطة الموجودات.. ففصّل الموجودات بدستور القضاء، بقانون القدر.. قوانين القدرة، خيّاطة الصور، لقامة المصنوعات.. فنظّم الكائنات بناموس السُنّة، بقانون العادات.. نواميس السنّة، قوانين العادة.. نظّامة المخلوقات.. (اذ يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد) في الأرض والسموات.. بتلطيف الرحمة، بتكريم العناية.. قد زين الكائنات.. نواميس الرحمة.. دساتير العناية.. حسّانة المصنوعات وزينة الموجودات.. فنوّر الكائنات.. بجلوة الاسماء تجلّي الصفات.. تظاهرات الاسماء.. في جَلوات الصفات.. نوّراة الموجودات.. في الارض والسموات.