فافهم وقل: الله أكبر. هو الفاطر العليم، هو الصانع الحكيم.. ذاك العالم الكبير، هذا العالم الصغير.. مصنوعا قدرته مكتوبا قدره.. ابداعه لذاك، صيّره مسجداً.. ايجاده لهذا صيّره عابداً، انشاؤه لذاك، صيّر ذاك مُلكاً.. بناؤه لهذا صيّره مملوكاً.. صنعته لذاك تظاهرت كتاباً، صبغتُه لهذا، تظاهرت خطاباً.. قدرته في ذاك، تظهر عزّته.. ورحمته في هذا تنظم نعمته.. سكّته في ذاك.. في الكل والاجزاء.. خاتمه في هذا في الجسم والاعضاء..
فانظر وقل: الله أكبر.. هو القادر المقيم.. هو البارئ العليم.. هو اللطيف الكريم.. هو الودود الرحيم.. هو الجميل العظيم.. هو نقاش العالم.. ان شئت ان تعرف هذا العالم ما هو كله اجزاؤه، الكائنات ماهي نوعاً وجزئياتٍ، فانما هو هي خطوط قضائه.. رسوم قدره.. في تنظيم الذرات.. في تعيين الغايات.. في تقدير الهيئات.
فبعد هذ الترسيم.. لتعيين الحدود.. لمقدار القدود.. تجئ قدرته لتشخيص الصور.. ببركار القدر.. في حكمة الأثر.. مراعاة المصالح بالقطع قد شهدت: ان النقوش فاضت، من قلم عليم، من تدبير حكيم.
فبعد هذا التشخيص تجئ العناية، لتزيين الصور، بيد بيضائه، بلطف انشائه.. تزيّن الصور بابدع مايمكن.. يشهد باليقين لصاحب العينين.. ان الزينة والحسن، من اثر لطفه.. آية كرمه.
فبعد هذا التزيين.. يجئ كرمه.. بالتلطيف والتحسين.. لابراز التودد.. في تزيين الحسان.. واظهار التعرف للجن والانسان.. فما تلك المحاسن وما هاتى اللطائف الاّ منها التودد.. الاّ منها التعرف.. تحبّب الفاطر.. يقطر للناظر.. من تحسين الأثر.. تعرّف القادر.. من تزيين الأثر.. يظهر للنظر.. بعد هذا التودد.
بعد هذا التودد تجئ رحمته، لإبراز الانعام.. في نشر سفرته لتلذيذ الأنام.. ترحّم الخالق.. يرشح من الأثر.. تحنن الرزاق.. يقطر من الثمر..