والإيمان (كليات رسائل النور) لشعبنا المسلم، والذي أسس مدرسة نورانية مقدسة في القلوب، شخصيةٌ فريدة ممتازة مستغنية عن البحث والإطناب في مقدرته العلمية، كما تستغني الشمس عن الوصف في رابعة النهار.
غير أنه كما يقول شاعر محروق الفؤاد: الحُسْنٍُ ما سلب الإرادة ...!.
إن الباحث عن حياة وكماله وخُلقه وسجيته هذا العملاق المحفوف بالنفحات الإلهية والمهلّ بالتجليات السبحانية في كل لحظة من لحظات حياته، يجد ذوقاً نـزيهاً رفيعاً، وسكينة إلهية سامية. لذا يأخذ بالإسهاب في الكلام ويُسلب الإختيار عنه ولا يتمالك نفسه غير الإنسياق وراءها.
لقد بحث الأستاذ النورسي في كليات رسائل النور عن أمهات الموضوعات من الدين والإجتماع والأدب والحقوق والفلسفة والتصوف ووفّق غاية التوفيق فيها. والملفت للنظر أنه خاض عباب المسائل المستعصية المعقدة التي وقع كثير من العلماء في تيه منها وتنكبوا الصراط القويم في حلّها، فوضحها بكل يسر وبشكل قاطع، ووصل إلى ساحل السلامة وأوصل قراء رسائله إليها بسلوكه طريق أهل السنة والجماعة.
فمن هذا المنطلق نكون محظوظين بتقديم كليات رسائل النور لطبقات مجتمعنا كافة بكل أمانـة ورحابة صدر. وهذه الرسائل قطرات براقة من محيط القرآن الكريم وحزم نورانية من طيف شمس الهداية. لذا تعدّ الوظيفة المقدسة الملقاة على كل مسلم غيور السعي لنشر هذه الرسائل لإنقاذ إيـمان الآخرين. فالتاريخ يشهد بأمثلة كثيرة حول هداية الأفراد والعوائل والشعوب وما لا تحد من المجتمعات البشريـة ونيلهم السعادة من خلال كتاب واحد.. ويا فرحتاه لذلك الإنسان الذي يكون سبباً لهداية وإيمان أخيه الإنسان..
فكره:
من المعلوم أن لكل مفكر نهجاً خاصاً وفكراً متميزاً، وله غاية يسعى لها في حياته الفكرية، وهدف يرتبط به من صميم قلبه ارتباطاً وثيقاً.