السيرة الذاتية | الفصل الأول | 54
(43-71)

- انه ليس كذلك.. ياسيدى! ثم ذكّره بترفعه عن تدريسه.
وبعد مدة وجيزة قضاها في (ارواس) قصد مدرسة مير حسن ولي وما ان شاهد هناك عدم الاهتمـام بالطلاب الجدد ايضاً ترك سبعةً من دروس الكتب المقررة وبدأ بالكتاب الثامن.. ثم ذهب للاستجمام في قصبة وسطان (گواش) لمدة شهر. ومن بعده توجّه برفقة صديقه (الملا محمد) نحو بايزيد وهي قضاء على الحدود الإيرانية تابعة لولاية (آغرى).(3)
الدراسة الحقة:
((بدأت دراسته الحقة في (بايزيد)، إذ لم يكنِ قد قرأ حتى الآن سوى مبادئ النحو والصرف، وقد قرأ إلى (الإظهار).(1)
وفي ذلك الوقت لم يبد على سعيد ذكاء خارق او قوة معنوية وحدها بل ظهرت ايضاً حالة عجيبة كانت خارجة عن نطاق استعداده وقابليـاته كلها، بحيث إنه بعد اطلاعه على مبادى الصرف والنحو خلال سنة او سنتين، ظهرت عليه الحالة العجيبة، فكأنه اكمل قراءة ما يقرب من خمسين كتابا خلال ثلاثة اشهر، وقد استوعبها واُجيز عليها وتسلم الشهادة بإكمالها.(2)
(دامت هذه الدراسة الجادة والمكثفة ثلاثة اشهر على يد الشيخ محمد الجلالي) والغريب انه أتم قراءة جميع الكتب المقررة للطلاب في شرقي الأناضول، ابتداءً من (ملا جامى)(3) إذ كان يقرأ من كل كتاب درساً او درسين وربما إلى عشرة دروس، من دون أن يتم الكتاب ثم يبدأ بغيـره. وعندما استفسر منه أستاذه (الشيخ محمد الجلالي) عن سبب قيامه بهذا العمل -المخالف للعرف السائد- أجاب:
- ليس في طوقي قراءة جميع هذه الكتب وفهمها، فهذه الكتب شبيهة بصندوق الجواهر، ومفتاحها لديكم. وكل ما أرجوه منكم

(3) Tarihce-i Hayat, ilk hayatı
(1) Tarihce-i Hayat, ilk hayatı - والإظهار كتاب في النحو للبرگوي.
(2) الملاحق - أميرداغ 2/361
(3) هو عبد الرحمن بن احمد بن محمد الجامي، نورالدين: مفسر فاضل، ولد في جام (في بلاد ما وراء النهر) 817 هـ وتوفي في هراة 898هـ له مؤلفات تقارب المئة. والمقصود هنا كتابه في النحو الذي صنفه شرحاً لكتاب (الكافية لابن الحاجب) لخص فيه ما في شروح الكافية على احسن الوجوه وأكملها مع زيادات من عنده سماه (الفوائد الضيائية) وهو المتداول اليوم، وفي شأنه اعتناء عظيم (كشف الظنون 2/1372 والأعلام 3/296).

لايوجد صوت