السيرة الذاتية | الفصل الأول | 56
(43-71)

الحكماء الذين ينظرون إلى الرياضة الروحية إنها توقد الفكر.
و اتخذ القاعدة النبوية الجليلة (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)(5) دستوراً لحياته من زاوية التصوف الذي وصفه الإمام الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين) فترك كل ما فيه شبهة، حتى بدأ يقتات على الأعشاب، إلى أن وصل بتليس.(6)
زي العلماء:
عندما كنت في الرابعة عشر من العمر وجدت موانع حالت دون قيام أحد من الأساتذة على وضع العمامة ولفّها على رأسي وإلباسي الجبة، كدليل على الشهادة العلمية، كما كانت العادة جارية سابقاً. فما كان لبس الجبة الخاصة بالعلماء والكبار يلائم سني الصغير..
كان العلماء في ذلك الوقت، قد اتخذوا موقف المنافس لي او التسليم التام فلم يتمكنوا ان يتقلدوا طور الأستاذ. وحيث ان عدداً من الأولياء العظام قد ارتحلوا من الدنيا، لذا لم يجد أحد في نفسه الكفاءة ليلبسني الجبة او يضع على رأسي العمامة.(1)
((كان ذلك في (بتليس) عندما توجه إلى الشيخ محمد امين افندي وحضر يومين في حلقة درسه، وكلّفه الشيخ ان يلبس زي العلماء (الجبة) ويدع زي الدراويش ولكنه ردّ تكليفه قائلا:
- إنني لم أبلغ بعدُ الحلم. فلا أجدني لائقا بلبس ملابس العلماء. وكيف أكون عالماً وأنا مازلت صبياً؟))(2)
إلى الأخ الملا عبدالله:
((ثم ذهب إلى أخيه (الملا عبدالله) في مدينة شيروان فقال له الملا عبد الله:
لقد أنهيتُ كتاب (شرح الشمسية)(3) فما قرأت أنت؟
بديع الزمان: لقد قرأت ثمانين كتاباً!
الملا عبد الله: ماذا تعني؟
بديع الزمان: لقد أنهيت الكتب المقررة كلها بل قرأت كتباً أخرى

(5) حديث شريف رواه البخاري: البيع:3.
(6) T. Hayat ilk hayatı
(1) الملاحق - قسطموني/140
(2) T.Hayat, ilk hayatı
(3) الشمسية:رسالة في قواعد المنطق للقزويني المعروف بالكاتبي(600-675هـ)،شرحها التفتازاني والتحتاني(766)شرحاً جيداً ولكونه متداولاً بين الطلبة،سماه(تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية).

لايوجد صوت