السيرة الذاتية | الفصل الثاني | 85
(72-85)

ثانياً: لقد أثنى أستاذنا ثناءاً حسناً على الحرية الشرعية بداية عهد الحرية، ودعا الناس في خطبه إليها، وقال للمعارضين لها:
(ان لم تنضبط الحرية بالشريعة فإن ما أطلقتموه من إستبداد ضعيف جزئي اضطر إليه شخص، يصبح إستبداداً عظيما يوزع على الناس كافة. ويغدو كل شخص مستبداً بذاته، فيتولد عندئذٍ إستبداد مطلق، وينقلب الإستبداد الواحد إلى الالوف، بمعنى ان الحرية ستموت ويولد إستبداد مطلق).
حتى ان أستاذنا وجّه إلى المحكمة التي نصبت لأجل الاعدامات ما يأتي:
(ان كانت المشروطية تعني مخالفة الشريعة وإستبداد جماعة معينة -الإتحاديين- فليشهد الثقلان أني مرتجع).(3)
ثالثاً: لقد شعر أستاذنا بنوع من إحساس مسبق، نجاة العالم الإسلامي الحالي من سيطرة الأجانب وتوجهه إلى الاتفاق على صورة جماهير متحدة إسلامية فكان يتمنى هذا ويتصوره، بل دعا إليه بكل ما أوتي من قوة، لذا قدّر الحرية الشرعية حق قدرها. وقال في خطبه آنذاك:
ان لم تربّ الحرية بالتربية الإسلامية فستموت، ويولد مكانها الإستبداد المطلق
رابعاً: لقد سمعنا من أستاذنا وعرفنا منه عن كثب: انه كان يعتقد أن السلطان عبد الحميد - من بين السلاطين - في حكم ولي من الصالحين، لوقوفه بصمود تجاه دسائس الأجانب وقواهم، وكونه خليفة معظم العالم الإسلامي، وسوقه العشائر الرحّل في الولايات الشرقية إلى مراقي المدنية والعسكرية بالقوات الحميدية، ومراعاته الشعائر الإسلامية ما استطاع إليها سبيلا وأدائه صلاة الجمعة في المسجد، واتخاذه شيخاْ فاضلاّ ومرشدا معنوياّ بصورة دائمة في قصره. فضلاً عن حسناته الأخرى. 

(طلاب النور الملازمين للاستاذ، 1953)(1)

--------------------------

(3) أي رجعي بالتعبير المتداول حاليا وهذا القول نظير قول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان اني رافضي
(1) ب / 183

لايوجد صوت