السيرة الذاتية | الفصل الثاني | 83
(72-85)

ان السلطنة والخلافة متحدتان بالذات ومتلازمتان لا تنفكان وان كانت وجهة كل منهما مغايرة للأخرى.. وبناء على هذا فسلطاننا هو سلطان وهو خليفة في الوقت نفسه يمثل رمز العالم الإسلامي. فمن حيث السلطنة يشرف على ثلاثين مليون، ومن حيث الخلافة ينبغي ان يكون ركيزة ثلاثمائة مليون من المسلمين الذين تربطهم رابطة نورانية،وان يكون موضع امدادهم وعونهم.(1) وهو السلطان المظلوم.(2)
[أما قولهم:]
لا يمكن بالظلم والجور محو الحرية
ارفع الإدراك ان كنت مقتدراً من الإنسانية!(3)
هذا الكلام الرصين اُثير خطأً في وجه رجل ذي شأن(4) ما كان يليق به مثل هذه الصفعة، بل جدير بهذا الكلام أن يصفع به الوجه الغدار لهذا العصر الحامل لإستبداد رهيب يتستر بهذه الحرية.(5)
رؤيا تخص السلطان عبدالحميد:
رأيت السلطان في عالم المعنى، فقلت له: أبذل زكاة عمرك في الطريق الذي سلكه عمر الثاني (بن عبدالعزيز) كي تكسب إقبال الأمة وتوجههم إليك والذي هو معنى البيعة والضرورة اللازمة لرئاسة المشروطية.
قال السلطان: هب أنني سلكت مسلكه، فهل تستطيعون تقليد أطوار أهل ذلك الزمان؟ وهل لديكم ما لديهم من قوة الإسلام وصفاء القلب والأخلاق الرفيعة؟ قلت: إن ما لدينا من تيقظ الرأي العام واستكمال المبادئ والوسائل لاحتضان الحضارة يسد مسدّ تلك النقاط ويستحصلها متوجهاً نحو الرقي المطلوب..
-----------------------------

وينقل ايضاً: قال أستاذنا يوماً بحق المرحوم السلطان عبدالحميد ان السلطان عبد الحميد ولي من الصالحين. وقد أدخلته ضمن دعواتي الخاصة. فأدعو صباح كل يوم: يارب ارض عن السلطان عبدالحميد خان والسلطان وحيد الدين والاسرة العثمانية الحاكمة. ب1/184.
(1) صيقل الإسلام - السانحات/351
(2) صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية/ 455
(3) بيت شعر لنامق كمال
(4) المقصود السلطان عبد الحميد
(5) اللمعات /258

لايوجد صوت