السيرة الذاتية | الفصل الثاني | 84
(72-85)

قال: وكيف اعمل؟
قلت: أظهر حسن نيتك بالمشروطية، إذ لم يُهرق دم في قلب الممالك،استانبول. وأنت برأفتك وشفقتك رضيت بها دون إراقة دم. فاجعل قصر يلدز المكروه لدى الناس محبوباً اليهم، وذلك بتنويره بملائكة الرحمة، العلماء العاملين، بدلاً من الزبانية السابقين. وحوّله إلى جامعة إسلامية تحيا فيها العلوم الإسلامية. وارفع من مستوى المشيخة الإسلامية والخلافة إلى ما يليق بهما. وداو -بقدراتك وثرواتك- ضعف الدين الذي أصيبت به الأمة في قلبها والجهل الذي أصيبت به في رأسها. وبذلك ترفعون قصر يلدز إلى أعلى مقام، إلى الثريا.. لتظل الأسرة العثمانية متربعةً على برج الخلافة ناشرة العدالة إلى الأرجاء. وحيث انك إمام الأمة، اقتصد في الحاجيات الضرورية لتقتدي بك الأمة المسكينة التي عوّدت على الإسراف.
ثم أفقت من النوم، فرأيت أن الرؤيا هي اليقظة والحقيقة، وعالم اليقظة هو الرؤيا.(1)
رسالة خاصة لدفع الشبهات عن السلطان عبد الحميد:(2)
لقد ساور أحد إخواننا المعلمين شبهة في ان أستاذنا قد هاجم السلطان عبد الحميد الثاني ولم يقدّر ذلك السلطان العظيم حق قدره وذلك بما يفهم من خطبه التي ألقاها في بداية عهد الحرية.
الجواب: اننا نجيب عن حقيقة الوضع الذي فهمناه من أستاذنا:
اولاً: ان الدستور الذي سار عليه أستاذنا طوال حياته هو الدستور القرآني والقاعدة الجليلة ﴿ولاتزر وازرة وزر أخرى﴾(لأنعام:164) بمعنى ان الأخطاء التي ارتكبتها حكومة ذلك العهد لا تُسند إلى السلطان. ولهذا حمل نحوه حسن الظن، بل سعى - تجاه معارضيه - لتأويل ما اضطر إليه من أخطاء وتقصيرات.
----------------------------

(1) الجريدة الدينية (وولقان) عدد/ 83 في11مارت 1325/ 23 مارت 1909 م. ب:176.
(2) يذكر "محسن آلو " أحد طلاب النور الذي لازم الأستاذ النورسي:
عندما سمع الأستاذ أن احداً قد نشر كتاباً في استانبول يتهجم فيه على السلطان عبد الحميد قال: إن السلطان عبد الحميد كان خليفة ستين مليوناً من المسلمين، وأنا أنظر إليه نظر ولي من الأولياء. ثم نشر رسالة خاصة (ملحقة) بهذا الشأن. Son sahidler 4/313.

لايوجد صوت