السيرة الذاتية | الفصل الثاني | 82
(72-85)

المجاذيب مدرسةً لي.(1)
والذي يبدو ان الغاية(2) مـا كانت استرداد الحرية من السلطان عبد الحميد، بل تحويل إستبداد ضعيف وضئيل إلى إستبداد شديد وقوي.(3)
وقد رأيت كثيرين يهاجمون (السلطان عبد الحميد) اكثر من هجوم (الأحرار)(4) وكانوا يقولون: إنه على خطأ لقبوله (الحرية) و(القانون الأساس)(5) قبل ثلاثين سنة.
فما ظنكم بقول من حَسِبَ الإستبداد الذي اضطر إليه السلطان عبدالحميد حريةً، وارتعد من القانون الأساس الذي هو اسم دون مسمّى! فما قيمة قوله ياتُرى؟.(6)
وكيف لا أعارض مَن ظن الإستبداد السابق حريةً وهاجم القانون الأساس! ولكن مع أن أولئك كانوا يعارضون الحكومة الاّ أنهم أرادوا إستبداداً أشدّ، لهذا كنت أرفضهم وأردّ عليهم.(7)
ولقد أحس (سعيد القديم) ما أحسّه عدد من دهاة السياسة وفطاحل الأدباء؛ بأن إستبداداً مريعاً مقبلٌ على الأمة،فتصدّوا له، ولكن هذا الإحساس المسبَق كان بحاجة إلى تأويل وتعبير، إذ هاجموا ما رأوه من ظل ضعيف لإستبدادات تأتي بعد مدة مديدة وألقت في نفوسهم الرعب. فحسبوا ظل إستبداد ليس له الاّ الاسم إستبداداً أصيلاً، فهاجموه. فالغاية صحيحة الاّ ان الهدف خطأ.(8)
دفاع عن السلطان عبد الحميد:(9)
----------------------------

(1) صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية / 439
(2) من حادثة 31 مارت
(3) صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية / 459
(4) الأحرار: المنادون بالحرية.
(5) أي الدستور بالتعبير الشائع حالياً والذي يعّين صلاحية الحاكم والحكومة والبرلمان، ويحدد الخطوط الرئيسية لسياسة الدولة وقوانينها.
(6) صيقل الإسلام - المناظرات / 394
(7) صيقل الإسلام - المناظرات/ 426
(8) الملاحق - قسطموني/ 126
(9) يذكر مصطفى صونطور: ان الأستاذ بعد ما عانى ما عانى من عهد الحزب الواحد (عهد مصطفى كمال وعصمت اينونو) كان يخاطب نفسه قائلاً: أيا سعيد تجرع أذى هذا الإستبداد الرهيب عقاباً لما اعترضت على سلطان رؤوف شفيق انه مستبد. ب/ 1/184.

لايوجد صوت