السيرة الذاتية | الفصل الثالث | 122
(86-123)

ودنا شروق شمس سعادة عالم الإسلام الدنيوية وبخاصة سعادة العثمانيين، ولاسيما سعادة العرب الذين يتوقّف تقدم العالم الإسلامي ورقيّـه على تيقظهم وانتباههم، فإنني أعلن بقوة وجزم، بحيث اُسمع الدنيا كلها وأنفُ اليأس والقنوط راغم:
ان المستقبل سيكون للإسلام، وللإسلام وحده. وان الحكم لن يكون إلاّ لحقائق القرآن والإيمان. لذا فعلينا الرضى بالقدر الإلهي وبما قسّمه الله لنا؛ إذ لنا مستقبل زاهر، وللأجانب ماضٍ مشوش مختلط.
فهذه دعواي، لي عليها براهين عدة، سأذكر واحداً ونصفاً فقط منها، بعد ان أمهّد لها ببعض المقدمات...(1) [ثم عاد عن طريق بيروت - إزمير إلى استانبول واستمر في مطالبته بإنشاء مدرسة الزهراء].
مصاحبته السلطان رشاد في سياحته:
رافقتُ ايضاً السلطان رشاد في سياحته إلى (روم ايلي)(2) ممثلاً عن الولايات الشرقية، وذلك في بداية عهد الحرية.
((في ذلك الوقت قال للسلطان وللاتحاديين الذين رافقوه:
إن الشرق أحوج إلى مثل هذه الجامعة، فهو يتمتع بموقع المركز للعالم الإسلامي. فوعده السلطان خيراً. وبإندلاع الحرب مع البلقان احتُل موقع تلك الجامعة في (قوصوا) فطلب بديع الزمان تحويل المبلغ المخصص لها إلى إنشاء
جامعة في الشرق. وحصلت الموافقة عليه))(1) فمنح السلطان رشاد تسع عشرة ألف ليرة ذهبية لتأسيس تلك الجامعة، وأرسيتُ قواعدها فعلاً -في منطقة إرتَميت على ضفاف بحيرة (وان) الاّ أن إندلاع الحرب العالمية الأولى حال دون إكمال المشروع.(2)
الحمية الدينية أم الملية؟
كان في قطارنا معلمان إثنان، قد تلقيا العلوم في المدارس الحديثة، فجرت بيننا مباحثة، إذ سألانني:
- ايُّما أقوى وأولى بالإلتزام: الحمية الدينية أم الملية؟ قلت لهم -وقتئذٍ-:
- نحن معاشر المسلمين، الدين والملية عندنا متحدان بالذات

---------------------------

(1) صيقل الإسلام- الخطبة الشامية / 492
(2) استغرقت الرحلة من 7 حزيران الى 26منه سنة 1911م.
(1) T. Hayat, ilk hayatı
(2) الملاحق - قسطموني / 126

لايوجد صوت