السيرة الذاتية | الفصل الثالث | 89
(86-123)

الإستبداد إن قابلته في أي لباس كان، حتى لو كان لابساً ملابس المشروطية او تقلّد اسمها. وفي اعتقادي ان أعداء المشروطية هم أولئك الذين يشوّهون صورتها بإظهارها مخالفة للشريعة وإنها ظالمة، فيكثرون بهذا أعداء الشورى ايضاً. علماً ان القاعدة هي: لا تتبدل الحقائق بتبدل الأسماء.(2)
لقاء مع مفتي الديار المصرية:(3)
في السنة الأولى من عهد الحرية سأل الشيخ بخيت -مفتى الديار المصرية- سعيداً القديم:
ما تقول في حق هذه الحرية العثمانية والمدنية الأوروبائية؟
فأجابه سعيد: ان الدولة العثمانية حاملة بدولة اوروبائية وستلدها يوماً ما، وان أوروبا حاملة بالإسلام وستلده يوماً ما.
فقال له الشيخ الجليل: وأنا اصدّق ما يقوله.
ثم قال لمن حوله من العلماء: لا يُناظر هذا الشاب، ولا أتمكن ان اغلبه.
فلقد شاهدنا الولادة الأولى، أنها سبقت أوروبا في بُعدها عن الدين بربع قرن. أما الولادة الثانية فستظهر بعد حوالي ثلاثين سنة بإذن الله. ستظهر في الشرق والغرب دولة إسلامية.(4)
خطاب إلى الحرية
أيتها الحرية الشرعية!(1)
انكِ تنادين بصوت هادر، ولكنه رخيم يحمل بشارة سارة، توقظين بها كردياً بدوياً مثلي نائماً تحت طبقات الغفلة. ولولاكِ لظللت أنا والأمة جميعاً في سجن الأسر والقيد.إنني اُبشّرك بعمر خالد. فإذا ما اتخذت الشريعة التي هي عين الحياة، منبعاً للحياة ، وترعرعت في

---------------------------

(2) صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية/ 453
(3)هو الشيخ محمد بخيت بن حسين المطيعي الحنفي، مفتي الديار المصرية، ومن كبار فقهائها، ولد في بلدة (المطيعة) التابعة لمحافظة أسيوط من صعيد مصر، وتعلم في الأزهر واشتغل بالتدريس فيه، وانتقل الى القضاء الشرعي سنة (1297 هـ) واتصل بالسيد جمال الدين الأفغاني، ثم عين مفتياً للديار المصرية سنة 1333 هـ الى 1339 هـ، وله كتب قيمة. وتوفي سنة 1354هـ..(انظر الأعلام للزركلي 6/274)
(4) الملاحق- اميرداغ 2/ 386
(1) ألقى الأستاذ النورسي هذا الخطاب في استانبول بعد إعلان الحرية بثلاثة أيام ثم ألقاه أيضاً في سلانيك. وقد نقلنا فقرات من الخطاب. ومن شاء فليراجع النص الكامل في صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية / 465.

لايوجد صوت