السيرة الذاتية | الفصل الثالث | 94
(86-123)

إليهم طوال أربع سنوات دون اختيار منه، وبمـا يخالف مشربه. ولكن بحلول الحرب العالمية وخضّها لهم أُفرز الدهن المبارك من اللبن فتحول إلى مخيض لا قيمة له. فعاد (سعيد الجديد) إلى الاستمرار في جهاده وخالف سعيداً القديم.(2)
وقد كنت أرى - في بداية عهد الحرية - ملحدين داخلين ضمن الإتحاديين يقولون: ان في الإسلام والشريعة المحمدية دساتير قيمة شاملة نافعة جداً وجديرة بالتطبيق للمجتمع البشري ولاسيما للسياسة العثمانية. فكانوا ينحازون إلى الشريعة المحمدية بكل ما لديهم من قوة، فهم من هذه النقطة مسلمون، أي يلتزمون الحق ويوالونه، مع انهم غير مؤمنين، بمعنى انهم أهل لأن يدعون: مسلمون غير مؤمنين.
أما الآن فهناك من يعتقد بنفسه الإيمان، فيؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر. الاّ انه يوالى التيارات المناهضة للشريعة والموافقة للأجانب، تحت اسم المدنية. ولما كان لا يلتزم بقوانين الشريعة الاحمدية التي هي الحق والحقيقة ولا يواليها موالاة حقيقية، فيكون إذن مؤمناً غير مسلم. ويصح القول: كما ان الإسلام بلا إيمان لا يكون سبباً للنجاة كذلك الإيمان بلا إسلام - على علم - لا يصمد ولا يمنح النجاة.(3)
مطاليبه من الإتحاد والترقي:
آ- إنشاء مدرسة الزهراء:(1)
ب- الصدق والأمانة وضمان مستقبل العلماء:
ان لي دعوى أبحثها مع الخواص، ولي مسألة مهمة مع الحكومة، مع الأشراف، مع أولئك الذين ليسوا من الماسونيين من جماعة الإتحاد والترقي.
يا طبقة الخواص! نحن العوام ومعاشر أهل المدرسة الدينية نطالبكم بحقنا!..
نريد أن تصدقوا قولكم بفعلكم، ولا تعتذروا بقصور غيركم، ولا تتواكلوا فيما بينكم وتتكاسلوا في خدمتنا الواجبة عليكم، وان تتداركوا فيما فاتنا بسببكم، وان تستمعوا إلى أحوالنا وتستشيروا حاجاتنا، وان تستفسروا عن أوضاعنا، وتَدَعوا لَهوَكم جانباً!..

الحاصل: إننا نطلب ضمان مستقبل العلماء في الولايات الشرقية
----------------------------

(2) الملاحق - قسطموني/ 127
(3) الملاحق - بارلا/ 91
(1) لأهمية الموضوع خصص له فصل مستقل.

لايوجد صوت