نظري ان الذي يصفعهما سافل منحط.(5)
نعم، إنني عارضت شعبة - الإتحاد والترقي - المستبدة هنا، تلك التي أذهبت شوق الجميع وأطارت نشوتهم وأيقظت عروق النفاق والتحيّز وسببت التفرقة بين الناس وأوجدت الفرق والأحزاب القومية، وتسمّت بالمشروطية بينما مثلت الإستبداد في الحقيقة، بل حتى لطخت اسم الإتحاد والترقي.(6)
ولقد كان تسعون بالمائة من هذه الحركة(7) موجهة ضد الإتحاد والترقي وضد إستبدادهم ودكتاتوريتهم.(8)
لقد كانت هذه الحكومة تخاصم العقل ايام الإستبداد. الاّ انها الآن تعادي الحياة بأكملها. فان كانت الحكومة على هذا الشكل والمنطق؛ فليعش الجنون وليعش الموت، ولتعش جهنم مثوىً للظالمين.(9)
ومع هذا فان القدر الإلهي يعذبني بالأيدي الظالمة لأهل الدنيا هؤلاء. وذلك بسبب ما لا يستحقونه من ميلي إليهم، وفق القاعدة: (ان نتيجة محبة غير مشروعة عداوة ظالمة).
وقد كنت اؤثر الصمت، لعلمي أني اسـتحق هذا العذاب، حيث إنني قد خدمت بصفة قائد للمتطوعين في الحرب العالمية الأولى، وخضت المعارك، وضحيت بخيرة طلابي وأحبّائي مع نيل تقدير القائد العام للجيش، أنور باشا. وسقطت جريحاً، واُسرت. وبعد مجيئي من الأسر ألقيت بنفسي في المهالك، بتأليفي كتاب (الخطوات السـت)الذي تحديت به الإنكليز وهم يحتلون استانبول. فعاونت هؤلاء الأصدقاء الذين ألقوني في عذاب الأسر بغير سبب. وكان هذا جزائي نظير معاونتي لهم، فأذاقني هؤلاء من المصاعب والمتاعب في ثلاثة شهور ما يفوق المصاعب والمتاعب التي قاسيت منها في روسيا طوال ثلاث سنوات.(1)
مواقفه في الفوضى التي ضربت أطنابها عقب إعلان الحرية:
في بداية عهد الحرية (أي إعلان الدستور) تشكلت جمعيات مختلفة
---------------------------
(5) صيقل الإسلام -السانحات 362
(6) صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية/ 452
(7) حادثة 31 مارت، سيرد توضيحها في هذا الفصل.
(8) صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية/ 455
(9) صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية/ 440
(1) المكتوبات/ 94