السيرة الذاتية | الفصل الثالث | 100
(86-123)

التهور.(1)
1909م (1327هـ)
مساندة جمعية الإتحاد المحمدي :
طرق سمعي ان جمعية باسم (الإتحاد المحمدي) قد تأسست(2)، فتوجست خيفة شديدة من صدور حركات خاطئة من بعضهم تحت هذا الإسم المبارك.
ثم سمعت اشخاصاً مرموقين -من أمثال سهيل باشا والشيخ صادق- قد حوّلوا هذا الاسم إلى شئ بسيط ويسير إذ حصروه في العبادة واتباع سنن مطهرة، فقطعوا علاقتهم بتلك الجمعية السياسية. فلا يتدخلون بعدُ بالسياسة. فخشـيت مرة أخرى حيث قلت: إن هذا الاسم هو حقّ المسلمين كافة، فلا يقبل تخصصاً ولا تحديداً. فكما أني منتسـب إلى جمعيات دينية عديدة من جهة-حيث قد رأيت أن أهدافها واحدة- كذلك أنتسب إلى ذلك الاسم المبارك.
ولكن الإتحاد المحمدي الذي اعرفه وانضممت إليه هو الدائرة المرتبطة بسلسلة نورانية ممتدة من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال. فالذين ينضوون تحت رايته يتجاوز عددهم عن ثلاثمائة مليون في هذا العصر، وان جهة الوحدة والارتباط في هذا الإتحاد هو توحيد الله. قَسَمه وعهده هو الإيمان. والمنتسبون إليه جميع المؤمنين منذ الخليقة. وسجل أسماء أعضائه هو اللوح المحفوظ. وناشر أفكاره: جميع الكتب الإسلامية والصحف اليومية التي تستهدف إعلاء كلمة الله. ومحالّ اجتماعاته ونواديه هي الجوامع والمساجد والتكايا والمدارس الدينية. ومركزه: الحرمان الشريفان.ِ
فجمعية مثل هذه.. رئيسها هو فخر العالمين سيدنا الرسول الكريمy. ومسلكها ومنهجها: مجاهدة كل شخص نفسه أي التخلق بأخلاق الرسول الكريمy وإحياء السنة النبوية ومحبة الآخرين وإسداء النصح لهم ما لم ينشأ منه ضرر.
والنظام الداخلي لهذا الإتحاد: السنة النبوية.
وقانونه: الأوامر الشرعية ونواهيها.
----------------------------

(1) صيقل الإسلام- المحكمة العسكرية /442
(2) تأسست في 5 نيسان 1909م وأعلن عنها في إجتماع حاشد في جامع اياصوفيا وألقى الأستاذ النورسي هناك خطبة رائعة.

لايوجد صوت