وسيوفه: البراهين القاطعة، حيث أن الظهور على المدنيين المثقفين إنما هو بالإقناع وليس بالضغط و الإجبار. وان تحرّي الحقيقة لا يكون الاّ بالمحبة، بينما الخصومة تكون ازاء الوحشية والتعصب.
أما أهدافهم ومقاصدهم فهي إعلاء كلمة الله .
هذا وان نسبة الأخلاق والعبادة وأمور الآخرة والفضيلة في الشريعة هي تسع وتسعون بالمائة بينما نسبة السياسة لا تتجاوز الواحدة بالمائة. فليفكر فيها أولياء أمورنا.
والآن فان مقصدنا هو سوق الجميع بشوق وجداني إلى كعبة الكمالات بطريق الرقي، وذلك بتحريك تلك السلسلة النورانية، إذ إن الرقي المادي سبب عظيم لإعلاء كلمة الله في هذا الزمان. وهكذا فأنا أحد أفراد هذا الإتحاد ومن الساعين لرفع رايته وإظهار اسمه والاّ فلست من الأحزاب والجمعيات التي تسبب الفرقة بين الناس.(1)
وفي الأيام الأولى من التحقيق سألوني مثلما سألوا غيري:
وقالوا كذلك: هل انضممت إلى (الإتحاد المحمدي)؟
قلت: نعم بكل فخر واعتزاز! أنا من اصغر أعضائه، ولكن بالوجه الذي اعرّفه. أروني احداً خارج ذلك الإتحاد من غير الملحدين. وهكذا فأنا انشر اليوم ذلك الخطاب لأنقذ المشروطية من التلوث، وانجي أهل الشريعة من اليأس، واخلّص أبناء العصر من وصم الجهل والجنون بهم في نظر التأريخ، وانتشل الحقيقة من الأوهام والشبهات.(2)
نعم إنني دعوت ظاهراً إلى هذا الإتحاد المحمدي من اجل مقصدين عظيمين:
المقصد الأول: إنقاذ ذلك الاسم من التحديد والتخصيص، ولأعلن شموله المؤمنين عامة كي لا يقع الخلاف والفرقة ولا ترد الشبهات والأوهام.
المقصد الثاني: ليكون سداً أمام افتراق الفرق والأحزاب الذي كان سبباً في هذه المصيبة الفائتة العظيمة، وذلك بمحاولة التوحيد بينها، فيا اسفي لم يسعفنا الزمن فجاء السيل فأوقعني ايضاً.
ثم كنت أقول: لو نشب حريق فسأحاول إطفاء جزء منه في الأقل، ولكن احترقت حتى ملابسي العلمية. وذهبتْ -برضى مني- الشهرة
---------------------------
(1) صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية / 445
(2) صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية / 440