السيرة الذاتية | الفصل الثالث | 104
(86-123)

النبوية هدفاً له يحدد من الحرية وينافي الأخذ بمتطلبات المدنية.
الجواب: المؤمن حرّ في ذاته. فالذي هو عبد لله رب العالمين لا ينبغي له ان يتذلل للناس، بمعنى: كلما رسخ الإيمان قويت الحرية.
أما الحرية المطلقة فما هي الاّ الوحشية المطلقة بل بهيمية، وتحديد الحرية ضروري من وجهة نظر الإنسانية.
ثالثاً: إن قسماً من السفهاء والمهملين يريدون أن يظلوا أذلاء أسارى النفس الأمارة بالسوء فلا يروق لهم العيش الحر.
الحاصل: ان الحرية الخارجة عن دائرة الشرع، إنما هي إستبداد أو أسرٌ بيد النفس الأمارة بالسوء، أو بـهيمية أو وحشية. فليعلم جيداً هؤلاء الزنادقة والمهملون للدين انهم لا يستطيعون ان يحببوا أنفسهم لأي أجنبي كان يملك وجداناً بالإلحاد والسـفاهة، بل لا يمكنهم ان يتشبهوا بـهم. لان السفيه والذي لا يسير على هدى لا يكون محبوباً، فالثياب الـلائقـة بامرأة إذا ما لبسها الرجل يكون موضع هـزء وسخرية.
الوهم السابع: ان جمعية اتحاد الإسلام إنما هي لشق الصف بين سائر الجمعيات الإسلامية وتولِّد الحسد والنفرة بينها.
الجواب:
اولاً: ان الأمور الأخروية لا حسد فيها ولا تنافر ولا تزاحم فأيما جمعية حسدت وزاحمت الإتحاد فكأنما تنافق في العبادة وترائي فيها.
ثانياً: إننا نتحد مع الجماعات المتشكّلة بدافع محبة الدين وخدمته وذلك على وفق شرطين اثنين:
الشرط الأول: المحافظة على النظام العام للبلاد والحرية الشرعية.
الشرط الثاني: انتهاج نهج المحبة، وعدم محاولة إظهار مزايا لها بانتقاص الجمعيات الأخرى، بل الأولى مراجعة مفتي الأمة وجماعة العلماء فيما إذا ظهر خطأ.
ثالثاً: ان الجماعة التي تهدف إلى إعلاء كلمة الله لن تكون وسيلة لأي غرض مهما كان، واذا تشـبثت بالأغراض فلا يحالفها التوفيق قطعاً لأنه نفاق، فشأن الحق عالٍ وسام لا يضحى به من اجل أي شئ كان. كيف تكون نجوم الثريا مكانس، أو كيف تؤكل كعناقيد عنبٍ؟ ان الذي يريد ان يطفئ شمس الحقيقـة بالنفـخ إنما يدلّ على بلاهتـه وجنونـه.
أيتها الصحف الدينية!
ان قصدنا وهدفنا هو اتحاد الجماعات الدينية في الهدف. إذ كما لا

لايوجد صوت